قامت أمانة جدة وبموافقة عدة جهات بإلغاء جميع إشارات المرور في طريق الملك، ومن مبدأ أن السائق يفضل أن يطول مشواره دقيقتين أو ثلاثا على أن ينتظر هذه المدة البسيطة في إشارة مرور، فتم إلغاء إشارة تقاطع شارع فلسطين مع الأندلس أو الملك، وكذلك إلغاء إشارة تقاطع شارع صاري مع طريق الملك، وإشارة تقاطع شارع حراء مع طريق الملك. هذه الإشارات ألغيت على ما أذكر في رمضان 1434 هجريا، واستبدلت بعدد من اليوتيرنات الذي ظن أن بها سوف تكون انسيابية سير السيارات في طريق الملك أكبر وأكثر سهولة وبالذات للانتقال من شرق طريق الملك إلى غربه وبالعكس. بدأ هذا التغيير في شهر رمضان، وتبدل حال الزحام من الوقوف المنظم عند إشارة مرور قد يطول الانتظار المحسوب فيها إلى الطوابير والصفوف اللامتناهية من السيارت المنتظرة للدخول لمنطقة اليوتيرن الضيقة الخطيرة لتستطيع العودة في طريق الملك سواء من الشمال إلى الجنوب أو العكس. ظهر جليا مع بداية هذا التغيير غير المدروس الذي يرضي شريحة معينة من الناس ويضر بالأغلبية العظمى الذين يعتبرون طريق الملك شريان حياة جدة الغربي الذي لاغنى عنه، ظهر أن هناك مشكلة في تنظيم دخول السيارات في اليوتيرنات وليس لعدم التزام الناس بالنظام فقط ولكن لكثرة أعداد المتجهين من الشرق للغرب أو العكس وليس لهم إلا طريق الملك لذلك. وبدأت الجهات المختصة مع هذا التعثر الواضح لانتقال الناس عبر اليوتيرنات المستحدثة بوضع رجال المرور؛ وذلك بهدف تنظيم وتسهيل حركة دخول الناس إلى اليوتيرنات، وبالأخص في أوقات الذروة أو الزحمة، وقلنا حينها إن هذا الأمر لن يدوم وقد يكون بسبب البدء في هذا التغيير في رمضان. الآن وبعد ما يقارب السنة و نصف السنة على هذا التقطيع والفصل بين أحياء غرب طريق الملك وشرقه ليت الأمانة تنظر وتقيم ماذا استفاد الناس من هذا الإجراء، فهل الانسيابية في حركة السيارات أصبحت أكبر أو أن طريق الملك تحول إلى نقاط إعاقة وتعطيل عند كل مخرج أو يوتيرن، وأيضا هل إلغاء الإشارات ساعد في ربط أحياء شرق طريق الملك بالكورنيش، أو أن هذا الإلغاء لإشارات وتقاطعات طريق الملك أنهك السائقين وجعل من الدخول والخروج من الكورنيش مهمة في غاية الصعوبة وأوجد زحمة وتكدسا للسيارات في مواقع وميادين كانت هادئة بعض الشيء كميدان الكرة الأرضية ومنطقة تقاطع شارع التحلية مع طريق الملك. استبدال الإشارات والتقاطعات بنقاط يوتيرن حل قديم لا يتناسب مع تطور وتنمية مدينة جدة وزيادة أعداد السكان فيها، وهذا الحل كان يمكن أن يكون مناسبا قبل عشرين أو ثلاثين سنة. أما الآن فلا بديل عن الأنفاق والكباري كحل مثالي لإلغاء إشارات وتقاطعات طريق الملك التي ألغيت بأسوأ وأرخص وأضر طريقة.