في أحد المجالس سألتني إحداهن سؤالا مباغتا عن ما أعتزم كتابته في مقالي المقبل. ولأنني لم أختر الموضوع بعدُ، أجبتها لا أعلم لكنني قد أكتب عن وفاة ابن لادن وأمشي مع الركب، ضحكت بأدب وقالت: عندي لك موضوع أفضل وأكثر إثارة ! نظرت لها باهتمام عن ما يمكن أن تقترحه علي، وأكثر أهمية من مقتل ابن لادن على الأقل من وجهة نظرها. لم يطل انتظاري حتى باغتتني بسؤال آخر ، ما رأيك بالشوارع ؟ لم أفهم السؤال فسألت مستفسرة رأيي في ماذا بالضبط؟ أجابت بكل حماس ألا تعتقدين بأنها أحيانا ترفع الضغط! أجبت مجاملة الحياة كلها قد ترفع الضغط. لا لا شيء يرفع الضغط مثل بعض الشوارع مؤخرا ، هكذا أجابت ثم أردفت أنا لا أقود السيارة ومع ذلك يتقافز ضغطي مع كل مشوار! أجبتها مؤيدة: معك حق قائدو السيارات معظمهم (عليمية) وقليلو التزام. لكنها قاطعتني بحماس أنا لا أقصد هذا ، أنا أقصد تخطيط الشوارع مؤخرا زاد الطين بلة حتى أصبحت بعض الشوارع لا تطاق . داريت دهشتي بابتسامة وقلت ما شاء الله عليك مهندسة.. ردت وقد زاد صوتها حدة (الأمر لا يحتاج إلى هندسة وإنما إلى احترام وشورى هل سبق وأن سُئلت عن رأيك في تخطيط أي شارع؟! أو عن فائدة التحويرات الجديدة و(اليوتيرنات) وما أن أتت على ذكر اليوتيرنات أو فتحات الالتفاف حتى قام المجلس بمن فيه ولم يقعد، ولم يوجد شخص في ذلك المجلس إلا وأدلى بدلوه مؤيداً لها . يبدو أن المستائين كثر! لكن هل يعي المخططون والمنفذون ذلك ؟ الجواب سبق السؤال كما ذكرت تلك السيدة الفاضلة هل سبق وسُئلنا عن رأينا في أي تخطيط أو تحويير في أي طريق أو شارع رجالا أو نساء؟ لم يوجد في ذلك المجلس من مؤيد سوى امرأة واحدة ذكرت أن اليوتيرنات والدوارات دليل التحضر، وأن زمن اشارات المرور قد ولى حتى تضمن انسيابية المرور.. ولا أعرف من أين أتت بتلك المعلومة لكنها بدت مطلعة ! ومع ذلك لم تستطع أن تفسر للمتسائلات السبب الذي لأجله خطط (اليوتيرن) بعيدا عن المخرج المقصود . لعل مهندساً يسعفهن بإجابة مقنعة عن اليوتيرن!!