موافقة مجلس الوزراء على اللائحة الأساسية للبيوت الاجتماعية، تصب في خدمة ودعم فئة الأيتام، واللائحة ستحدد هدف البيوت في توفير رعاية قريبة من الحياة الأسرية الطبيعية لمن لا تتوافر له الرعاية، حيث تقضي اللائحة بأن تعد البيوت برنامجا تأهيليا للذكور الذين سينتقلون إلى البيوت المخصصة لهم.. التعليق جاء أمس على لسان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله اليوسف. مصادر في وزارة الشؤون الاجتماعية أوضحت أن اللائحة تحدد الحالات التي تلتحق بالبيوت وهم من مجهولي الأبوين ممن لا يُعرف والداه وأسرته، أو مجهول الأب لأم سعودية تنازلت عن رعايته، أومن توفي له حق حضانته من الأبوين أو غيرهما أو عجز عن القيام بها، كما يلتحق بالبيت الاجتماعي الطفل الذي يعاني تفككا أسريا أو يكون الأبوان غير صالحين للولاية إذا أثبت البحث الاجتماعي ذلك ورأت الجهة المختصة دخوله البيت مؤقتا، إضافة إلى من انتهت كفالته من الأسر الحاضنة. إلى ذلك اعتبرت اللائحة في حكم اليتيم، الفئات من سن الولادة حتى 25 سنة للذكور، والبنات من الولادة حتى الزواج ومتى ما احتاجت للرعاية بعد الزواج أو الانفصال أو وفاة الزوج. في لائحة البيوت الاجتماعية، الأولوية للقبول للأيتام مجهولي الأبوين اللذين انتهت كفالتهم من قبل الأسر الحاضنة، وتنص على إعداد برنامج تأهيلي للذكور ممن أتموا سن التاسعة تمهيداً لنقلهم إلى قسم البنين بعد إتمام سن الثانية عشرة. ويحصل المقيمون في البيوت الاجتماعية على مصروف شهري وتتكفل الشؤون الاجتماعية بدفع الرسوم الدراسية المترتبة على قبول اليتيم ومن في حكمه في الجامعات والمعاهد الأهلية في حال تعذر قبوله في الحكومية، كما توفر له العلاج والنقل. وحسب مسودة اللائحة فإنه يصرف لمجهول الأبوين ممن تجاوز سن الثامنة عشرة معاشاً من الضمان الاجتماعي وفق ما ينص عليه نظامه. ويقسم البيت الاجتماعي إلى أقسام بحسب الفئات العمرية، ويجب أن يشتمل البيت على وحدات سكنية مناسبة بحيث لا تزيد الطاقة الاستيعابية للبيت عن 30 شخصا ولا تزيد الطاقة الاستيعابية لكل وحدة سكنية عن 6 أشخاص. وتنتهي الإقامة في البيوت الاجتماعية في عدد من الحالات منها زواج الفتاة وعند استقلال الفتى أو بلوغه «25» سنة، أو كفالة إحدى الأسر لمن ليس له ولي.. وتتولى البيوت الاجتماعية الرعاية اللاحقة لفتيات البيت اللاتي انتهت إقامتهن لزواجهن، بالتنسيق مع الجهة المشرفة في وزارة الشؤون الاجتماعية. 2000 يتيم تشدد اللائحة في أن تضع البيوت الاجتماعية خطة سنوية بالبرامج والأنشطة يراعى فيها التنوع والمرحلة العمرية على أن يخصص مبالغ مناسبة لها مع توفر الأماكن والصالات المناسبة لممارسة الأنشطة. وتناولت مواد مشروع اللائحة تفاصيل تتعلق بحالات انتهاء الإقامة في البيوت الاجتماعية، وشروط تقسيم البيت الاجتماعي حسب الفئة العمرية، وتوفير الكادر الفني المختص نفسياً وتربوياً واجتماعياً لتقديم الخدمات الشاملة للأيتام، فيما أكدت إحدى المواد على ضرورة إيجاد البرامج التأهيلية للجنسين تختص بالحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المجتمع بعد خروج المستفيد من البيوت الاجتماعية. ويقول الدكتور علي الحناكي مدير عام المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية أن فئة الأيتام ومجهولي الأبوين تجد عناية خاصة من المسؤولين والمختصين في الشؤون الاجتماعية. وأضاف أن هناك من يعاني من عدم معرفة أحد أبويه أو كليهما، موضحا أن عدد الأيتام يقدر بعشرة آلاف من الذكور والإناث وهؤلاء ممن تم احتضانهم بواسطة أسر أو جمعيات متخصصة في حين أن الوزارة لديها نحو 2000 يتيم وهي فرصة لدعوة الأسر الكريمة لاحتضانهم ونيل الأجر. وأضاف الحناكي أن الخطوة التي أعلن عنها مجلس الوزراء مهمة وذات بعد إنساني تستهدف تحسين بيئة اليتيم ونقله إلى بيئة مشابهة لبيئة الأسر الطبيعية ودمجه في المجتمع وعدم عزله أو جعله في حالة انطواء.. وزاد أن المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية يهتم بعمل الدراسات المتخصصة منها ما يتعلق بظروف وأحوال الأيتام. مشكلات مع أنفسهم مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي وصف موافقة مجلس الوزراء على اللائحة الأساسية للبيوت الاجتماعية، بأنها تصب في خدمة ودعم فئة غالية تجد دعم ورعاية لا محدودة من الدولة ويتم صرف مكافأة لكل يتم بواقع 3 آلاف ريال شهريا، إضافة إلى مكافأة زواج للذكور والإناث، كما يتم إلحاقهم ببرامج الابتعاث الداخلي للبنين والبنات وبرامج الابتعاث الخارجي للبنين فضلا عن دعم كبير يوفره الصندوق الخيري الاجتماعي لهذه الفئة من خلال تقديم البرامج والدورات التأهلية والاتفاقات التي يمولها الصندوق لتوظيفهم. أما صالح سرحان الغامدي مدير وحدة الحماية الاجتماعية ومدير مؤسسة التربية للأيتام السابق فقال إن البيوت الاجتماعية التي أعلن عنها مجلس الوزراء تعتبر خطوة إيجابية مهمة، خصوصا أنه من المعلوم أن اليتيم يبدأ حياته منذ الولادة بكامل الرعاية والاهتمام في دار الحضانة وينتقل إلى دار التربية الاجتماعية ومنها إلى مؤسسة التربية النموذجية حتى يصل إلى عمر 18 سنة ثم يحال إلى المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام والتي بدورها تقوم برعايتهم، والأغلبية منهم حصلوا على المؤهل الثانوي ويتم ابتعاث مجموعة منهم للدراسة بالخارج ومنهم من يدرس بالجامعات السعودية ومنهم من تخرج من الجامعة وهناك موظفون في القطاعين العام والخاص.. أما بالنسبة للبعض منهم وعددهم قليل فلديهم مشاكل مع أنفسهم أولا ثم مع المسؤولين ثانيا.. فقد كانوا متعثرين دراسياً رغم ما بُذل لهم من جهود إلا أنهم لم يستطيعوا مواصلة الدراسة.. كما كانت لهم مشاكل داخل الدار واضحة وجريئة ولم يكن لها عقاب رادع واستمروا على ذلك.. كما أن كثرة الحنان الزائد من بعض المسؤلين أدّى بهم إلى تلك الحالة وتلك النتائج. وجميع المشاكل الموجودة حالياً هي بسيطة ولا تتجاوز 5 % من العدد الموجود ولكن تأثيرهم إعلاميا ومعنويا كبير على زملائهم. عادل فرحات مدير عام الصندوق الخيري الاجتماعي يرى أن الصندوق يولي اهتماما كبيرا بفئة الأيتام ويقدم لهم دعما من خلال برامج عديدة ومنح تعليمية وبرامج تدريب وتوظيف، مشيرا إلى أن الأيتام من أهم وأبرز الفئات المستهدفة في برامج الصندوق. يشار إلى أن دلال السحيمي مديرة قسم رعاية الأيتام في الشؤون الاجتماعية في جدة قدمت ورقة عمل بشأن استراتيجية موحدة للأيتام يتم من خلالها تنفيذ برامج لدمج الفتيات اليتيمات في المجتمع واستقلالهن في حياتهن الخاصة، وجار تنفيذ تلك البرامج والانتقال إلى مقر جديد لليتيمات في وسط جدة. الهوية الغائبة الشابة حنان من ذوي الظروف الخاصة روت مأساتها ومعاناتها التي انتهت بإلحاقها في الشؤون الاجتماعية وتنتظر صدور هوية لها. أما فهد فهو شاب من ذوي الظروف الخاصة في الثلاثينيات من عمره لم يترك مسلكاً في الدوائر الحكومية إلا وطرقه بغرض الحصول على بطاقة أحوال مدنية لأكثر من 5 أعوام متتالية، بيد أن محاولته المتكررة باءت بالفشل بعد أن أهملت الجهة الإشرافية (وزارة الشؤون الاجتماعية) الاهتمام بوضعه كونه أحد رعايا دار الأيتام وكون معاملته في المطالبة بالهوية الوطنية تحفظ بشكل مستمر دون عرض أية أسباب. ويقول نور أحمد حسين من أيتام جمعية البر في جدة إنه مازال ينتظر استخراج الهوية الوطنية وأن عدم حمله للهوية يعرضه لمشاكل عديدة في مراجعة المستشفيات والدوائر الحكومية إضافة إلى أنه يعمل في جمعية البر وغير مدرج في التأمينات الاجتماعية. بارقة ضوء الشاب عبدالعزيز قال إنه منذ أن أبصر الدنيا من صغره لم يجد أمامه غير مسؤولي دار الأيتام ممن يشرفون على تربيته حتى تخرج من المدرسة الثانوية، لافتا إلى أنه توجه بعد ذلك للبدء في ممارسة حياته كأي مواطن وإكمال دراسته الجامعية، لكن حلمه -كما يقول- اصطدم بالحصول على هوية إثبات شخصية ويحمل هذا التعثر لوزارة الشؤون الاجتماعية. وفي مقابل هذا الإحباط احتفل عدد من الأيتام في جدة بحصولهم على درجة البكالريوس بينهم أربعة أنهوا دراستهم خارج المملكة في برنامج الابتعاث الخارجي، إذ حصل أربعة منهم على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز تخصص (إدارة أعمال)، و(قانون) وحصل آخرون على درجة البكالوريوس من جامعات ماليزيا وأستراليا وكندا وبريطانيا في تخصص (إدارة دولية)، (تسويق دولي)، (إدارة مالية)، و(الإخراج والمونتاج). داعمون خيرون رجل الأعمال صالح التركي أحد المهتمين بالشأن الاجتماعي ورعاية الأيتام قال إن قرار مجلس الوزراء يمنحهم فرصة أكبر لدمجهم اجتماعيا.. خصوصا أن لدى الأيتام طاقات خلاقة ومنهم مبدعون ومثابرون، ونوه بخطوة جمعية البر التي قدمت نماذج مضيئة للوطن من خلال ابتعاث عدد من الأيتام لإكمال الدراسة في الخارج وكشف عن دعم متواصل من رجال الأعمال لفئة الأيتام بشكل مستمر منهم يحيى بن لادن، محمد العنقري، محمد العطار، محمد الفضل، قيس جليدان، عبدالرحمن الشربتلي، مازن بترجي، وغيرهم من الكثيرين، فضلا عن مسؤولين تقاعدوا عن العمل وما زالوا يقدمون خدمات لدعم الأيتام في كافة المراحل ومنهم إحسان صالح طيب مدير عام الشؤون الاجتماعية الأسبق وعبدالله الهويمل مدير التعليم السابق.