نجحت لجنة الشفاعة الحسنة التابعة لجمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية «إيثار» في الحصول على «28» عضوا من المتوفين دماغيا، في أقل من عام، وتم نقلها لمرضى كانوا طريحي الفراش يعانون ألم المرض، وفي حاجة ماسة للزراعة، لتثبت بذلك الدور الكبير الذي تقوم به في «الوساطة» ما بين ذوي المتوفى دماغيا وما بين المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض، من خلال إقناع ذوي المتوفين للتبرع بالأعضاء، وتنفيذ وصية المتبرع بالتبرع، ويشرف على هذه اللجنة مجموعة من المشايخ، وأئمة المساجد ورجال الأعمال. حول عمل اللجنة «عكاظ» بحثت عمليات تفعيل التبرع بالأعضاء مع رئيس لجنة «الشفاعة الحسنة» المهندس محمد الدبل، فإلى تفاصيل الحوار: ● كيف بدأت فكرة لجنة الشفاعة الحسنة؟ ●● نظرا للحاجة المتزايدة للتنسيق بين الإدارات المشاركة في برامج زراعة الأعضاء بالمستشفيات الحكومية والخاصة وبين الفريق المتنقل التابع للمركز السعودي لزراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام فيما يختص بطرق تبليغ أهالي المتوفين دماغيا وحثهم على تنفيذ وصية المتوفى بالتبرع بأعضائه وبالتالي زيادة نسبة الاستفادة للمرضى المسجلين على قائمة الانتظار، تم الاتفاق بين مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام والمركز السعودي للتبرع بالأعضاء وجمعية إيثار الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء على أن يتم تشكيل لجنة أهلية معنية بالتواصل مع أهالي المتبرعين المتوفين دماغيا وحثهم على تنفيذ رغبة المتوفى، وعليه اتفق الجميع على إطلاق مسمى «الشفاعة الحسنة» على اللجنة لتكون أول لجنة أهلية بالمملكة تتولى مهام إقناع أهالي المتوفين دماغيا بالتبرع بالأعضاء. ● ما أبرز إنجازات لجنة «الشفاعة الحسنة» بالتواصل والتدريب؟ ●● استقطاب متطوعين للمشاركة في عمل اللجنة من مختلف أطياف المجتمع والمختصين في مجال الإعلام، والتركيز على ضم رجال الدين والمجتمع ورجال الأعمال لتعزيز وتقوية عمل اللجنة للوصول إلى أهدافها، وتدريب أعضاء اللجنة - من قبل استشاريين ومختصين في مجال زراعة الأعضاء بإشراف المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض على الطرق العلمية الحديثة المتبعة في دول العالم لمقابلة ذوي المتوفين دماغيا وإقناعهم بالموافقة على التبرع، وزيارة ومتابعة وحدات الرعاية المركزة لتعريفهم بالدور المنوط باللجنة في هذا المجال وفتح قنوات التواصل مع المستشفيات للإبلاغ عن الحالات المتوفاة دماغيا. ● ما المهام الأساسية لعمل اللجنة؟ ●● المهام الأساسية المساهمة في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الجمهور حول التبرع بالأعضاء، والعمل للحصول على موافقة ذوي المتوفين دماغيا «الحالات التي يتم التبليغ فيها» للتبرع بالأعضاء، إضافة إلى زيارة المستشفيات، وتزويدهم ببطاقة مصدقة من المركز السعودي لزراعة الأعضاء، تكفل لكل عضو سهولة الدخول لأقسام العناية المركزة «لتوثيق حالة الوفاة الدماغية»، وإبلاغ المركز السعودي لزراعة الأعضاء بتلك الحالات. ● ما عدد الحالات التي وافقت على التبرع بالأعضاء خلال الفترة الماضية؟ ●● تم التواصل مع عدد من أهالي المتوفين دماغيا وكانت النتائج جيدة من خلال موافقتهم على التبرع بالأعضاء، حيث حصلت ولله الحمد اللجنة التابعة لجمعية إيثار على موافقة « 9 » حالات للتبرع من ذوي المتوفين دماغيا، من بين «21» حالة تمت زيارتها، وتم نقل « 28» عضوا صالحا للزراعة استفاد منها العديد من المرضى الذين كانوا مسجلين على قوائم الانتظار. ● كيف ترى مستوى الوعي بالتبرع بالأعضاء بالمملكة؟ ●● نسبة المتبرعين لازالت متدنية في المملكة فهناك مثلا 15 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي، بينما تجد عدد حالات الموافقة على التبرع لا تتجاوز «50» حالة سنويا، فالفجوة كبيرة جدا، بمعنى أن النسبة لا ترتقي حتى إلى 0.5 % ، وتحديدا تصل إلى 0.33%، والجمعية تسعى إلى تثقيف الأهالي بأهمية التبرع بالأعضاء والتواصل مع ذوي المتوفين دماغيا من خلال لجنة الشفاعة الحسنة بالجمعية وذلك لزيادة أعداد المتبرعين ورفع نسبة التبرع بالأعضاء، خصوصا إذا علمنا أن كل متوفى دماغيا يمكنه أن ينقذ 9 أشخاص هم في أمس الحاجة إلى تلك الأعضاء مثل القلب الكبد والكلى والرئة والقرنية وغيرها من الأعضاء الأساسية، مؤكدا على أن الحملة فيها إحياء لروح التكافل بين أفراد المجتمع وتحضيرهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وذلك من خلال تكامل الدور بين المؤسسات المجتمعية في الحث على التبرع بالأعضاء، واستنهاض القيم والهمم الإسلامية والبشرية. ● ما الدور الذي يساهم به الإعلام في مثل هذا المجال؟ ●● حقيقة للإعلام دور كبير ومؤثر بكافة وسائله الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة في توعية المجتمع بفئاته وشرائحة المختلفة من خلال تسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء وحثهم على التبرع ومساعدة المرضى على الشفاء وبيان الأجر من الله سبحانه لمن ساهم بالتبرع وإنقاذ حياة المرضى. ● ما هي منطلقات وأهداف الحملة المرتقبة «خلونا نحييها»؟ ●● الحملة تأتي لإرساء مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة في الحث على التبرع بالأعضاء، وتحقيق مصالح التبرع من خلال تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وكذلك لإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وتنمية الحس الوطني المرتبط بالتبرع بالأعضاء لسد حاجة مرضى الفشل العضوي وبالإضافة إلى نشر ثقافة العمل الخيري التطوعي في مجال تنشيط التبرع بالأعضاء، وزيادة عدد الأعضاء التي يتم التبرع بها لصالح مرضى الفشل العضوي لتقليل قوائم الانتظار.