كشفت تقارير اقتصادية عن أن هبوط أسعار النفط نحو 40 في المئة منذ شهر يونيو، وصعوبة زيادة الصادرات للتعويض عن نقصان عائدات تصدير النفط؛ قد يضطر صناع القرار في إيران إلى العمل من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي. وعن ما إذا كان هناك دور قوي لنتائج المحادثات النووية الإيرانية في أسعار النفط، قال المستشار النفطي الدكتور محمد صبان ل «عكاظ»: إن عدم التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، يعني بقاء العقوبات الدولية ومنها النفطية، مما يعني الاستمرار في حجب ما لا يقل عن مليون برميل يوميا من الإنتاج الإيراني عن الدخول إلى الأسواق. وأضاف: هذا حتما سيساعد في التخفيف من الضغوط التي حدثت بفعل الزيادات المتتابعة في الفائض في المعروض النفطي العالمي، وإن كانت مسألة وقت، ليعود فيها هذا الإنتاج إلى الأسواق، إلا أن حجبه حاليا في صالح المنتجين ويندرج تحت ما يسمى ب (التخفيض الإجباري). وأشار إلى أن وجود دول منتجة رئيسية داخل الأوبك مثل إيران وغيرها لديها مشكلات تعطل من قدرتها على إنتاج حصتها، سيحول دون مطالبتها بإجراء تخفيضات في إنتاجها النفطي حاليا. يأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى لمتابعة أنشطة الناقلات أن واردات آسيا من النفط الإيراني الخام هبطت إلى ما دون مليون برميل يوميا للمرة الثانية هذا العام في أكتوبر مسجلة أدنى مستوى لها في عام بسبب التقلبات الموسمية للطلب. وكانت إيران والقوى العالمية قد فشلت في حل نزاع عمره 12 عاما بشأن البرنامج النووي لطهران قبل نهاية مهلة في 24 من نوفمبر؛ وقررت تمديد المهلة حتى نهاية يونيو لإجراء مزيد من المفاوضات. وقال محلل للشؤون النفطية ل (روتيرز) طلب عدم ذكر اسمه « إن إيران على الأرجح هي من سيقدم تنازلات بالنظر إلى أن المسائل المالية هي شاغلها الأول، ومن المرجح أن يؤثر هبوط أسعار الخام على دبلوماسيتها». وذكرت «رويترز» أن الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه العام الماضي قد أدى إلى تخفيف بعض العقوبات على إيران مقابل تقليص تدريجي لأنشطتها النووية، وساعدها على إبقاء الصادرات عند مستوى 1.1 مليون برميل يوميا تقريبا نزولا من 2.2 مليون قبل تشديد العقوبات في عام 2012. يشار إلى أن واردات أكبر 4 مشترين للخام الإيراني في آسيا، وهم الصين، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية قد بلغ 1.11 مليون برميل يوميا في المتوسط خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر هذا العام بسبب ارتفاع الواردات من الصين والهند بعد تخفيف العقوبات، واستورد المشترون معا 877888 برميلا يوميا من الخام الإيراني الشهر الماضي إلا أنه أقل بنسبة 19.1 بالمئة عن الشهر السابق.