لم يجد حامي عرين الاتحاد ونجمه المتألق هذا الموسم فواز القرني تبريرا لأخطائه التي ارتكبها أخيرا مع الفريق الأول غير حماسته وعشقه لناديه، وقدم اعتذاره لعشاق العميد عن جملة أحداث اعترف بخطئه فيها، مؤكدا أنها كانت درسا قاسيا سيعيده إلى القمة مجددا. وكشف في حواره مع «عكاظ»، عن أن ثقته في نفسه لم تهتز رغم العقوبات التي طالته، وأن طريقه للعودة مفروش بالورود، متناولا القصة الحقيقة التي دفعت بيتوركا لإبعاده عن معسكر دبي في اليوم الأخير وموقفه من العقوبات التي طالته وبعض اللاعبين نتيجة ذلك، وما كان يدور في معسكر جبل علي بين المدرب واللاعبين، إضافة إلى خسارة المنتخب لنهائي دورة الخليج وموقفه من لوبيز وبعض الأمور التي حدثت في الآونة الأخيرة، فإلى تفاصيل ما حدث: • دعنا نبدأ الحديث عنك من حيث انتهى المنتخب الوطني، برأيك لماذا خسرنا لقب خليجي 22؟ ما من سبب بعينه، هي جملة أسباب تتوزع على عدة أطراف في الجهازين الفني والإداري إضافة لبعض اللاعبين، الخسارة مؤلمة، وكان بالإمكان أفضل مما كان، ولكن قدر الله وما شاء فعل. • هل يعني ذلك أنك توقعت الخسارة؟ بل كنت متفائلا جدا، الفوز والخسارة واردان في عالم كرة القدم، كنت أتوقع إلى حد كبير الفوز على المنتخب القطري، خصوصا أن المباراة على أرضنا وبين جماهيرنا، ولكن ذلك لم يحدث نتيجة أخطاء وقعت، ولا أملك إلا أن أبارك للقطريين، وأقول حظا أجمل لزملائي اللاعبين وللمسؤولين عن المنتخب وللجماهير السعودية في كافة أرجاء الوطن. • استغرب كثيرون عدم انضمامك للمنتخب، على الرغم من اختيارك في معسكر جدة؟ كنت أتمنى أن أكون متواجدا في بطولة مثل البطولة الخليجية، وأمثل منتخبي، ولكن لا أعلم ما سبب عدم انضمامي، قد يكون دخولي للقفص الذهبي قبل انطلاق البطولة وضيق الوقت السبب، وربما يكون لأسباب فنية غير معلنة من قبل المدرب، وهو ما وصلني بالفعل، ومع ذلك أيا كانت الأسباب أنا أحترم قناعة المدرب، ولا يمكن أن أعترض على قراراته، وأنا رهن الإشارة في أي وقت لخدمة منتخبنا الوطني وجاهز لحماية عرينه متى ما طلب مني ذلك. أخضرنا سيعود • ألا تعتقد بأن خسارة اللقب ستؤثر سلبا على مشاركة الأخضر المقبلة في البطولة الآسيوية مطلع العام؟ أتمنى أن لا تؤثر، خصوصا أن البطولة الآسيوية أقوى وتضم منتخبات متطورة فنيا، الجميع ينافس على اللقب القاري، لا يوجد بينهم منتخب ضعيف وآخر قوي، الجميع سواسية والمستويات متقاربة، أتمنى بأن يكون التحضير يتواكب مع قوة المنافسة، وبحول الله سنعوض الخليجية بآسيا، فلا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم، ومنتخبنا متمرس على هذه البطولة، واستطاع الوصول لكأس العالم، وعلينا لاعبين ومسؤولين وجهازا فنيا بالإضافة للجماهير أن نرفع سقف الطموح ونجدد الثقة في المنتخب، وبحول الله قادرون على التعويض. • وماذا عن المدرب لوبيز، بصراحة هل أنت مقتنع به؟ في واقع الحال أنا وغيري من اللاعبين نترك هذا الأمر للمسؤولين، مسألة تقييم المدرب ليست في حساباتنا، ولن يكون رأينا مهما في موضوع كهذا، نحن نتعاطى ذات الأمر مع كل مدرب يأتينا نطبق ما يقول ونخوض المواجهات بشعار واحد الفوز ولا غير، وشخصيا أحترم لوبيز سواء استمر أو رحل وكل ما يقرره المعنيون بالأمر نحن معه. • بعد شهر من الآن تنطلق البطولة الآسيوية، كيف ترى حظوظ الأخضر في مجموعة تضم منتخبات قوية؟ دائما ما أتفاءل، المنتخب بحاجة للدعم، لدينا أفضل النجوم وطموحاتنا كبيرة حتى ونحن نخسر اللقب الخليجي، القادم مهم والحاجة أكثر ما تكون لدعم منتخبنا الذي هو واجهة الكرة السعودية عالميا، والمنتخبات التي سنلاقيها لم تأت للفرجة جميعها يطمح في اللقب والمنافسة عليه، ما أتمناه أن لا نستكين للماضي، وأن نعمل على تطوير منتخبنا ودعمه بكل شيء. الاتحاد الجديد • قطعت إجازتك والتحقت بمعسكر ناديك في دبي على الرغم من مرور ثلاثة أيام فقط من زواجك، هل هي رغبة إثبات الذات؟ نعم، قبل الزواج تحدثت مع مدرب الفريق «بيتوركا» وأبلغته بموعد زواجي، والذي صادف يوم «السبت»، وكان يسبق انطلاق معسكر دبي بفترة قصيرة جدا، وبدوره المدرب منحني إجازة ثلاثة أيام وطلب مني الانضمام لبعثة الفريق يوم الثلاثاء، وللتوضيح أكثر تعودت خلال الأيام الماضية على قطع الإجازات الممنوحة من النادي ومواصلة التدريبات، وذلك من باب حبي وعشقي لكرة القدم، إضافة إلى ذلك أن رغبتي كانت في الانضمام لمعسكر دبي منذ البداية ومشاركة اللاعبين والاستعداد للدوري لضمان العودة القوية. • وهل كانت الفائدة من معسكر دبي على النحو المأمول بصراحة؟ أشعر بأنه معسكر ناجح جدا من جميع النواحي، خصوصا أن اللاعبين أبدوا تجاوبا كبيرا مع الجهاز الفني الجديد بقيادة بيتوركا، نتيجة الارتياح النفسي المتبادل بين الطرفين، إضافة إلى أن الحماس طغى علينا كمجموعة للدرجة التي تشوقنا فيها للعودة واللعب في الدوري، وشخصيا أتمنى أن نقطف ثماره، بدءا من لقاء الكلاسيكو المقبل وإسعاد جماهيرنا بالفوز ومواصلة المنافسة على مراكز المقدمة. • بعض المختصين يرون أن 3 حصص تدريبية بصورة يومية يفوق المطلوب، ألا ترى بأن ذلك كان حملا كبيرا على اللاعبين؟ هناك مجموعة من اللاعبين، وهم قلة، لم يعتادوا على البرنامج التدريبي المعد مسبقا من قبل الجهاز الفني في معسكر دبي، ولكنهم سرعان ما تأقلموا، في حين وجد مجموعة كبيرة من اللاعبين الأمر بمثابة فرصة لزيادة المخزون اللياقي، إلى جانب التعرف على أسلوب وتكتيك وطريقة المدرب بيتوركا ومساعديه عن قرب، وأعتقد بأننا نجحنا، خصوصا أننا تعاهدنا سويا على الاتحاد من أجل الاتحاد لضمان العودة القوية. حادثة اليوم الأخير • لكن اليوم الأخير كان مثيرا للتساؤلات، ما سر حادثة اليوم الأخير وخروجكم في المعسكر؟ المدرب الروماني منحنا فرصة يوم كامل «حر» قضيناه ما بين المساج والجاكوزي في الصباح، والخروج من المعسكر الساعة الرابعة عصرا والعودة الساعة الحادية عشرة مساء، ما حدث هو أن أننا سبقنا موعد الخروج ورجعنا متأخرين، وحتى أكون صادقا مع الجميع أود أن أوضح بأنني كنت السبب الرئيسي في كل ما حدث بإصراري على مبروك زايد وعبدالعزيز تكروني واللذين كانا رافضين الفكرة تماما. • وماذا حدث بعد ذلك؟ كانت ردة الفعل بأن المدرب أصدر بحقنا عقوبة انضباطية تمثلت في تركنا لمعسكر الفريق في دبي والعودة فورا لمدينة جدة مع الالتزام بالتدريبات الانفرادية، وكان علينا أن نتقبل القرار، خصوصا أننا وقعنا بالفعل في الخطأ، ونظام العقوبات الموضوع من قبل المدرب متعارف عليه، للأمانة بيتوركا مدرب يملك عقلية احترافية كبيرة وصارم للغاية وانضباطي وصاحب عقلية، واستطاع خلال الفترة الوجيزة أن يحدث تغييرات جذرية، ونحن كلاعبين سعداء بذلك، حدث الخطأ ونحن تحملنا العقوبة ورضينا بها، اعتذر للمدرب وللإدارة وللجماهير على الخطأ، وبحول الله سأعمل على تلافيها في المستقبل. • وهل تعتقد بأن العقوبة كافية لإزالة الخلاف بينك وبين بيتوركا؟ سبق أن ذكرت بأن بيتوركا مدرب محترف وأنا أعي هذا الأمر، فالمدرب ليس بيني وبينه أي خلاف، وما حدث طبيعي جدا في عالم كرة القدم، حدث خطأ وتحملت تبعات ذلك، وأنا اعتذر وأكرر اعتذاري، والفترة المقبلة سنفتح صفحة جديدة بيضاء مفعمة بالمحبة والود والحماس والالتزام بالعمل لخدمة الكيان. مبروك .. معلم • كيف ترى عودة مبروك زايد بعد الانقطاع الطويل عن التدريبات والمباريات الرسمية؟ مبروك زايد صاحب فضل كبير بعد الله فيما اقدمه حاليا بالنصائح والتوجيهات المستمرة التي يسديها لي كلاعب منذ أن كنت في الفئات السنية إلى أن وصلت للفريق الأول، واستفدت كثيرا من توجيهات مبروك، والتي ساعدتني على تجنب الكثير من الأخطاء، وعودة مبروك كانت مفرحة كثيرا بالنسبة لي وفرصة كبيرة للتطوير، خصوصا عندما تكون المنافسة مع حارس مثل مبروك زايد. • مع المدرب خالد القروني لم يقدم الفريق المستويات والنتائج التي كانت تنتظرها الجماهير الاتحادية على الرغم من تلبية الإدارة لمطالبه؟ لكل مدرب فلسفته الخاصة وسياسة عمل مختلفة عن غيره، وأنا اعتقد بأن المدربين المتعاقبين على تدريب الاتحاد هذا الموسم كلهم أكفاء، ونحن كلاعبين نثق في قدراتهم واستطعنا تحقيق نتائج إيجابية، ولم يحالفنا التوفيق في مباريات أخرى، وهذا لا يعني التقليل من إمكانياتهم التدريبية أبدا. • ولماذا الأمر اختلف مع المدرب عمرو أنور والذي قاد الفريق بنجاح؟ أنور ترك بصمة إيجابية على الفريق، واستطاع على الرغم من قصر المدة الزمنية أن يخرج اللاعبين من صدمة الخروج الآسيوي، وأن يقود الفريق في الدوري للتربع على الصدارة فترات طويلة والفوز بجميع المباريات التي لعبها الفريق باستثناء لقاء النصر، وأجدها فرصة لتوجيه تحية خاصة للمدرب العربي عمرو أنور، والذي أتمنى أن أراه مدربا لأحد فرق دوري جميل. ورطة النصر • هناك من حملك سبب الخسارة من النصر بعد الاحتكاك مع اللاعب حسن الراهب وخروجك من اللقاء بالكرت الأحمر؟ أتحمل سبب الخسارة كاملة، خصوصا بعد التهور غير المبرر من قبلي تجاه زميلي حسن الراهب، وهذا التصرف اعتبره غير لائق بمكانة وسمعة وقامة شعار نادي الاتحاد، وأجدها فرصة لتقديم الاعتذار للجماهير الاتحادية وللاعبي الفريق والجهاز الإداري وكل من ينتمي لهذا الكيان العريق. • ما هي دوافعك في تلك اللحظة، وهل تشعر أن الراهب ورطك؟ في المباريات الثلاث الأخيرة كنا نتأخر في النتيجة ومن ثم نقلب الطاولة على الفرق ونحقق الفوز، في مباراة النصر كنت أرى بأن الأمر نفسه سيتحقق وسنكسب اللقاء وكنت متحمسا للغاية لرؤية هذا الأمر يتحقق مجددا، وعندما رأيت زميلي في فريق النصر حسن الراهب ساقطا على الأرض استفزني، وحدث ما حدث وأوجه رسالة اعتذار عبر صحيفتكم مجددا للجماهير، والحقيقة أنني ندمت كثيرا على هذا التصرف وتمنيت أنه لم يكن قد حدث، بعد أن هدأت الأوضاع، ولكن بعد فوات الأوان، فلكل مباراة ظروفها وأحداثها ودروسها التي منها نتعلم، وبحول الله لن تتكرر من فواز، كوني تعلمت من هذا الدرس الكثير. • وماذا عن الخسارة من فريق هجر، والتي كانت بمثابة صدمة للجماهير الاتحادية، خصوصا أنها لعبت على أرضكم وسط حضور أكثر من أربعين ألف متفرج؟ أشكر جماهير الاتحاد على وقفتها الصادقة مع الفريق من بداية الموسم وحضورها الكبير في المباريات، وكانت رقما صعبا ومميزا من بين جماهير الأندية الأخرى تصدرت من خلاله قائمة الجماهير الأكثر حضورا في الدوري، وفي لقاء هجر قدمنا مستوى جيدا وأضعنا العديد من الفرص لم يحالفنا فيها التوفيق، ومع هذا أود أن أؤكد للجماهير بأن الفريق لم يفقد المنافسة على الدوري، أمامنا مباريات مقبلة سنعمل جاهدين على الفوز بها، وبالتالي إسعادهم واستعادة الصدارة والمحافظة عليها. ندم واعتذار • الجماهير الاتحادية تطالبكم بالبطولات، هل ترى بأن العمل المبذول من قبل الجهاز الفني والإداري كفيل بتحقيق البطولات وانتزاع الذهب؟ من الطبيعي جدا، وخصوصا في الأندية الكبيرة، أن يكون طموح الجهازين الفني والإداري هو تحقيق البطولات، ولذلك فإن بيتوركا وهو المدرب الطامح دائما إلى خطف البطولات صارحنا بأنه يخطط للقب الدوري، بالإضافة للبطولات الأخرى، وبالنظر لسير العمل الفني الذي يقدمه وتركيزه الدائم على تطوير مهارات اللاعبين واستغلال فترات الإجازة لإقامة معسكرات تساعدهم على تطوير مستوياتهم، إضافة إلى أن الفريق محظوظ بعناصر نادرة تملك إمكانيات كبيرة، كل ذلك يعطي انطباعا وتصورا بأن الاتحاد قادر على تحقيق أكثر من بطولة هذا الموسم. • حتى في ظل وجود اللاعبين الأجانب الحاليين؟ اللاعبون الأجانب يعتبرون قدوة بالنسبة لنا في الاحتراف والانضباط، وفنيا أرى بأنهم يملكون إمكانيات كبيرة وقادرون على صناعة الفارق الفني، ويبقى الاختلاف حولهم طبيعيا، فمن الصعب أن تتفق جميع الآراء حول موضوع محدد حتى بين الإخوان، وعلى الصعيد الشخصي أرى بأن اللاعبين الأجانب يملكون سيرة كبيرة قد تكون الظروف حالت بينهم وبين البروز بشكل أفضل، ولكن هذا لا يقلل أبدا من إمكانياتهم. نور قلبنا النابض • أنتم اللاعبين كيف ترون عودة محمد نور للفريق بعد التجربة الاحترافية التي قضاها مع النصر؟ لا بد أن يعرف الجميع بأن نور من نوعية اللاعبين التي تكسبنا الثقة وأريحية داخل الملعب ودافعية لمضاعفة الجهد فهو قائد محنك وصاحب خبرة سخرها لخدمة الاتحاد وهو أسطورة كروية وعودته مفيدة فنيا للفريق. • كيف ترى مستقبل الحراسة في الاتحاد؟ الاتحاد يعج بالمواهب والنجوم المؤهلة لحماية عرينه، والفرصة ستأتي لهم يوما ما، قبل أن أمثل الفريق شككوا وها هم الآن يشككون، والنتيجة ستكون مزيدا من النجوم والمواهب التي تشق طريقها مع العميد. • كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تجديد عقدك مع الاتحاد وقرب دخولك للفترة الحرة، لماذا لم تجدد حتى الآن؟ الجميع يسأل لماذا لم أجدد حتى الآن، بالرغم من أن الحديث في هذا الملف سابق لأوانه، فأنا ما زلت لاعبا اتحاديا ولم ادخل الفترة الحرة حتى الآن، ولم أجلس مع الإدارة الاتحادية للتفاوض حول هذا الموضوع، وجل تركيزي منصب حاليا على خدمة الاتحاد في الفترة الحالية، وسيأتي للتجديد يومه وحينها لكل حادث حديث. • هل ترحب باللعب خارج أسوار نادي الاتحاد؟ قبل كل شي أنا لاعب محترف وأرغب في تأمين مستقبلي، إلى جانب رغبتي في البقاء بنادي الاتحاد شريطة تقديم عرض يتوافق مع إمكانياتي والمستويات التي أقدمها مع النادي، أتمنى بأن أجد التقدير، وبصراحة أقولها وعن قناعة «الاتحاد أولى من كل الأندية»، وسأوضح لك ذلك بمثال: لنفترض بأن ناديا من الأندية المحلية قدم لي خمسة ملايين وقدم الاتحاد لي ثلاثة ملايين، حينها سأوقع للاتحاد على الفور، فالأفضلية للاتحاد شريطة تقديم عرض أشعر من خلاله بأنه تم تقديري بشكل لائق. • يقال بأن لديك متأخرات لدى نادي الاتحاد، ما حقيقة ذلك؟ لدي متأخرات، ولكني أثق كثيرا في إدارة إبراهيم البلوي كثيرا وحامد البلوي وعدني بتسليمي كامل مستحقاتي في الأيام القليلة المقبلة.