عند عودتي بعدما تخصصت في الطب الشرقي من كلية فلوريدا للطب البديل والتكميلي سألني بعض الأصدقاء عن مفهوم الطب الشرقي، فاوضحت لهم انه يندرج تحت هذا العلاج طرق علاجية كثيرة منها العلاج بالأعشاب، الوخز بالإبر الصينية، التدليك، الطاقة والعلاج بإعطاء النصائح لتغيير نمط الحياة وتوصيات الغذاء. وفي الفترة التي بدأت ممارسة هذا العلاج في المملكة واجهتني تساؤلات عن الوخز بالإبر وما صحة ان عملها يعتمد على الإيحاء، وببساطة الوخز بالإبر أحد مكونات نظام الرعاية الصحية في الصين ويمكن ارجاعه الى 2500 سنة على الأقل. وتستند النظرية العامة للوخز بالإبر على فرضية أن هناك أنماطا لتدفق الطاقة على هيئة تسمى لدى الصينيين (تشي) وهي ضرورية للصحة، ولنقل فرضا ان تدفق هذه الطاقة في جسم الإنسان كتيارات مائية او انهار متدفقة تغذي القرى والمدن والتي تشكل أعضاء الجسم الداخلية مثل القلب والكبد والكلى... إلخ وعند حصول سد من الحجارة والأخشاب وبعض الرواسب والتلوثات البيئية توقف تدفق المياه الى القرى، وهذا بمثابة المرض الذي اوقف تدفق الطاقة المغذية لأعضاء الجسم وحصل بسببه اختلال وظيفي للعضو الداخلي للجسم فيشعر الشخص بالإعياء والمرض. هنا يأتي دور الإبرة التي تقوم بهدم هذا السد او بفك مجرى الطاقة مرة أخرى والعودة للحياة الصحية،حيث يقوم المعالج بوخز مناطق تعريفية قريبة من الجلد لتحفيز الطاقة الداخلية وإرسال إشارات للجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بدوره بإفراز هرمونات لتخفيف الألم وتنشيط الدورة الدموية وإرخاء وتقوية العضلات وتنشيط الهرمونات والأعصاب لتنظيم عمل أجهزة الجسم المختلفة. وأخيرا.. الوخز بالإبر آمن وليس له مضاعفات جانبية، ولكن يجب التدريب والممارسة الصحيحة والاهتمام بالنظافة العامة ونظافة المعدات. (*) مختص في الطب الشرقي والإبر الصينية.