سيطرت العبرات والدموع التي انهمرت من عيني الطفل «سلطان بن محمد العنزي» حزنا على والده الذي استشهد إثر مواجهة مع بعض أفراد الفئة الضالة قرب مدينة بريدة قبل نحو شهر، على فعاليات برنامج «شاعر المعنى» الذي تقدمه قناة الساحة الفضائية، حينما اعتلى منصة المسرح، رافعا يديه ترحما ودعاء لوالده، ليقف الجمهور مأمنين خلفه في بث مباشر، وعلى مرأى ومسمع من الملايين. وخطف الطفل سلطان العنزي، ابن الشهيد النقيب محمد العنزي الأنظار، وتسابقت عدسات المصورين في التقاط حركاته وإيماءاته، التي وظفها بعفوية طفولية صافية وطاهرة، رافعا يديه إلى السماء داعيا بالرحمة على والده، وطالبا العفو والغفران له، معبرا عن حنين وشوق ترجمته الدموع والعبرات على وجنتيه الصغيرتين، بقوله: «الله يرحمك يا يبه، وأشوفك بالجنة». جاء ذلك عبر فقرة حرصت قناة الساحة الفضائية أن تكرم فيها شهداء الواجب، وتبرز شيئا من بطولاتهم وبسالتهم، وتجدد للعالم أجمع أن شعب هذه البلاد يفتديها بروحه ونفسه، تصديا لكل عابث وخارج، وتمثلت رمزية «الطفل سلطان» في حضوره، ووقوفه على خشبة المسرح، بوصفه «ضيف الشرف» والمحتفى به، وكأنه تتويج وإعلان ولاء وانتماء لثرى هذا الوطن وقيادته. ووجهت العديد من الفعاليات والمناشط التي كانت على هامش المسابقة الشعرية لفن المحاورة، إلى تعزيز معنى الاحتفاء بشهداء الواجب، ومكانتهم، وأثرهم النبيل الذي سطروه تاريخا ناصعا، حينما شارك مرسم الفن التشكيلي بتلك الفعالية، الذي أنتج صورة مباشرة، تم رسمها للطفل سلطان، وأهديت له. وكانت حلقة مساء أول من أمس من برنامج «شاعر المعنى» في جزئه الرابع، الذي تحتضنه مدينة بريدة على مسرح ميدان الملك خالد الحضاري، قد اختصت بمحافظة عنيزة، لتبرز شيئا من مناشطها في الموروث الشعبي، بالإضافة إلى معالمها الاقتصادية والحضارية والإنسانية والاجتماعية، وذلك بحضور المحافظ الأستاذ فهد بن حمد السليم، وعدد من أعيان ووجهاء المحافظة، ومشاركة شاعر المحافظة حمد البادي، ومنشدها أحمد القرعاوي، يذكر أن البرنامج يحظى برعاية إعلامية من صحيفة «عكاظ».