عدة أسباب تجبر المرأة على زيارة الطبيب بشكل دوري ومنتظم، مثل ألم الدورة الشهرية واضطراباتها والحمل والولادة والنزف المهبلي غير المتوقع وألم الثدي ومشاكله، كلها مبررات تدعو السيدة إلى مراجعة الطبيب، وعلى النقيض من ذلك يتفاخر بعض الرجال بأنهم أصحاء وأنهم لا يحتاجون زيارة الطبيب مدى الحياة. الطب الحديث يحث الرجال قبل النساء على زيارة الطبيب بانتظام وإجراء الفحوصات الشاملة لأن تأخير التشخيص قد يؤدي إلى أزمات صحية كبيرة، فمن المعروف أن الرجال أقل زيارة للطبيب من النساء بصفة عامة، ولكن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ضرورة زيارة الرجال للطبيب بطريقة منتظمة. هذه معلومات مهمة وهي أن عموم الرجال يتوفون أصغر سنا من النساء، كما أن هناك ارتفاعا في معدل الوفيات بين الرجال والناتجة من أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية والإيدز. كما كشفت دراسة استقصائية أجريت في الولاياتالمتحدة أن المرأة تزور الطبيب بشكل منتظم ثلاث مرات أكثر من الرجال، والكثير من الرجال لا يعتبر زيارة الطبيب من أولوياته. رغبة الرجل تتمثل في صعوبة إجراء تغييرات في أسلوب حياته ويعتقد الرجال أن ذلك مضيعة للوقت وأن الاستماع إلى الطبيب الذي يطلب تغيير طريقة الأكل، وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين كلها هراء ليس مهما، ولكن كلما تأخر رجل عن زيارة الطبيب، على الأرجح أنه سوف ينتهي بالحاجة إلى رؤية أحد الأطباء بطريقة منتظمة ومستمرة. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل يمكن أن نمنع المرض مئة بالمائة بالزيارة المنتظمة، طبعا الجواب لا، ولكن علينا معالجة القضية ومراقبة علامات التحذير لدى المرضى، إذا كانوا قد زاروا الطبيب بصورة أكثر انتظاما، إنه من الممكن أن تغييرات قليلة تساعد في الحيلولة دون وجود أزمة طبية قد تؤدي إلى تغييرات في أسلوب الحياة بأكملها وتسبب أزمة طبية حقيقية، أيضا تؤدي إلى مشاكل مالية نظرا للتكاليف ورؤية المتخصصين، ودفع تكاليف الإجراءات والحاجة إلى أخذ الأدوية. واخيرا ..إن رؤية طبيب هي واحدة من أفضل الأشياء التي يمكن للفرد القيام بها لتفادي المشاكل الصحية واستقرار العائلة، فالرجل يجب ألا يشعر بالأنانية أو الامتناع عن زيارة الطبيب والعناية بصحته، ولما لها من أثر إيجابي له ولأسرته وأطفاله. (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة