تحتار الأم في كثير من الأحيان في معرفة أسباب بكاء مولودها الرضيع، ولكن هناك أمور قد يكون أحدها مؤشرا للبكاء الذي يشكل نداء يطلقه في أي وقت يستشعر فيه أنه بحاجة إلى مساعدة الأم. وبحسب طبيب الأطفال في صحة جدة الدكتور نصرالدين الشريف، فإن أهم أسباب بكاء الطفل الرضيع احتياجه إلى الحليب، فالطفل المولود عندما يجوع فإنه ينادي المحيطين به عبر صرخات متقطعة، وما إن يتم تزويده بالحليب أو الماء فإنه يلتزم الصمت في إشارة إلى أنه كان يشعر بالجوع وخصوصا أن غذاء الطفل المولود في بداية الشهور محصور بين الحليب والماء، أما السبب الثاني فهو احتياج الطفل إلى تغيير الحفاض، فبمجرد أن يشعر الطفل أنه غير مرتاح فإنه يطلق صراخا عبر البكاء، وما إن يتم تغيير الحفاض يشعر بارتياح كبير، وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة غسل منطقة الحفاض بماء دافئ وغسول الجسم. وأشار إلى أن السبب الثالث يكمن في شعوره بالخوف أو ظلمة الغرفة، فكثيرا ما يصحو الطفل الرضيع مفزوعا ويريد الضوء، ويزداد رعبه أكثر إذا لم يجد أحدا بجواره يهمس ويهتف له حتى لو بصوت خفيف ليمنحه الأمان، وفيما يتمثل في درجات حرارة الغرفة، فكثير من الأطفال عندما يشعرون بالحر الزائدة أو البرودة فإنهم يعبرون عن ذلك بالبكاء لأن أجسادهم لا تتحمل الحرارة أو البرودة الزائدة، لذا يفضل أن تكون حرارة جميع الغرف في المنزل متوازنة، أما خامس الأسباب فهي رغبة الطفل المولود في أن تحتضنه الأم على صدرها؛ لأن المواليد وبفطرة إلهية يشعرون بالدفء والحنان على صدر الأم حتى لو لم يكن احتياجهم إلى الرضاعة الطبيعية، وعادة يستمتع المواليد بإحساس الاحتضان الدافئ وما يتبعه من أمان تماما مثلما كانوا داخل أرحام أمهاتهم. ولفت إلى أنه لا يختلف السبب السادس عن الذي سبقه، فالمواليد عادة عندما تكون أعينهم مفتوحة وقد أخذوا كفايتهم من النوم والراحة فإنهم يفضلون أن لا يكونوا موضوعين على الأسرة بل على أكتاف أمهاتهم أو آبائهم أو أشقائهم، فالحركة والأصوات واللعب يجذبهم كثيرا، وسابع الأسباب المهمة لبكاء المواليد، هو وجود آلام في البطن نتيجة الغازات، وهذا البكاء هو رد فعل طبيعي قد تتعامل معه الأمهات أصحاب الخبرات بالوصفات الشعبية المعروفة الموجودة في الصيدليات مثل اليانسون وماء غريب وغير ذلك من العلاجات، أما الأمهات اللواتي أنجبن لأول مرة فإن الأمر يحتاج إلى توجههن للطبيب. وأفاد أن السبب الثامن يكمن في عدم ارتياح المولود لملابسه المتسخة، واحتياجه إلى الاستحمام، فالمواليد يرتاحون كثيرا عندما يتم تغيير ملابسهم بشكل دائم، ويتم استحمامهم في ماء دافئ ومن تجاوز العام فإنه يفضل كثيرا اللعب في الماء. وخلص د.الشريف إلى القول إن النقطة التاسعة تتمثل في أن المواليد يتعرفون على أفراد الأسرة منذ الوهلة الأولى، فأعينهم وبفضل الخالق تحفظ كل أفراد الأسرة المحيطين به، لذا يشعرون بالأمان عندما يكونون في أحضانهم، ويخافون ويبكون عندما يبادر أحد غيرهم في احتضانهم.