تبدأ علاقة الأم بطفلها العلاقة من أول شهور الحمل فالتغيرات الفسيولوجية التي تصيب جسد الأم ومن أول أسابيع الحمل والتغيرات الهرمونية الشاملة تجعل الأم لاتنفك من التفكير والتجهيز لاستقبال المولود الذي تحوطه عناية امه وابيه والعائلة بأكملها والكل يتشوق للحظات خروجه للدنيا. لحظات الولادة الأولى ينفصل الجنين عن الأم ويخرج إلى الحياة ليبدأ حياة جديدة ويستقبل المولود الدنيا صارخاً وهي لحظات سعادة وتشويق خاصة للأم مع ما تعانيه من ألم المخاض والولادة. يستقل الوليد بأجهزة التنفس والتغذية والتنظيم الشامل لحياته بعد انفصاله عن الأم في لحظات هامة ومصيرية لبداية التنفس وتنظيم الوظائف الحيوية الخاصة به خلال ثوان من الانفصال عن الأم وذلك عندما يقطع الحبل السري الذي يربطه بجسد الأم. الرضاعة الطبيعية وهي الطريقة الطبيعية المثالية التي جعلها الخالق لتغذية الطفل والقيام به عن طريق الأم، وحليبها يعد من أفضل الأغذية المعدة للطفل. ومن مزايا حليب الأم، تكيف محتواه وقيمته الغذائية بحسب حاجة الرضيع من أول ساعات حياته إلى نهاية فترة الرضاعة، حماية له من العدوى وأمراض الجهاز والهضمي، جهازيته في كل وقت وبشكل معقم ونظيف وبحرارة مناسبة، تقوي الرابطة النفسية بين الطفل والأم، وقاية للأم من النزيف ما بعد الولادة ويساعد على ارجاع الرحم إلى وضعه الطبيعي بشكل أسرع، نسبة إصابة الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن بشكل طبيعي بسرطان الثدي أقل بكثير من غيرهن، الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم أكثر ذكاء من أمثالهم الذين يتغذون بالحليب الصناعي بحوالي 7 درجات من متوسط 90 درجة على مقياس الذكاء العالمي. إن من أسعد فترات حياة الأم حين ترى طفلها يرضع منها الحليب والحب والحنان، ولكنها تجربة لا تخلو من بعض المصاعب والمعوقات بالامكان تجاوزها بالتجهيز لهذه الغاية (الارضاع الطبيعي). في الشهور الأخيرة من الحمل والبدء من أول لحظات حياة المولود واستشارة المختصين من الممرضات أو الأطباء والطبيبات لتجاوز العقبات التي قد تحدث مثل: تصلب الثدي، تشقق الحلمة، قلة الحليب، التهاب الحلمة وغيرها. غذاء الطفل يعتبر الحليب مصدراً كافياً للغذاء في أول أربعة أشهر من سن الطفل ولا ضرورة لإعطائه أي مواد غذائية أخرى خلال هذه الفترة حتى الماء ليس بحاجة إليه لأنه يأخذه من الحليب، وينبغي ان تكون فترات الارضاع بحسب حاجة الطفل وحتى يتم الاشباع وقد تكون كل 2-3 ساعات في الأسابيع الأولى، ثم تصبح كل 4 ساعات مع العلم ان الطفل الذي يرضع من ثدي أمه بحاجة إلى مرات أكثر للارضاع لسهولة هضم حليب الأم مقارنة بالحليب الصناعي. التربيت على ظهر الرضيع بعد الرضاعة لاخراج الهواء والغازات من المعدة أمر مفيد وضروري لتسهيل عملية الرضاعة ولتجنب قذف الحليب بعد الارضاع. الحبل السري والعناية به يبقى الجزء الملتصق ببطن الطفل عند منطقة السرة من الحبل السري بعد ان يقطع أثناء اللحظات الأخيرة من عملية الولادة ثم يشبك بمشبك من البلاستيك ليمنع نزف الدم منه، القطعة الباقية والملتصقة ببطن الطفل ستجف وتسقط بعد 10- 14 يوم. للعناية بها ينبغي ان تبقى هذه القطعة جافة ونظيفة، قد تعاني هذه المنطقة من وجود بعض الافرازات البسيطة وهو لا يعني وجود التهابات ولكن أضرار الجلد أو وجود رائحة متعفنة قد تشير إلى وجود التهاب ومن الضروري مراجعة الطبيب لفحص المنطقة. بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام على الولادة يمكن إزالة القطعة البلاستيكية عن المنطقة مع ملاحظة ان الاكثار من استخدام المسحات الطبية (الكحول) للمنطقة قد يطيل من فترة الوقت الذي تسقط فيه قطعة الحبل السري. ٭ استشاري طب الأطفال والمواليد