سنوات طوال عبرت ومرت على خريجات كليات التربية دون توظيف.. الأصل في الاشياء ان الخريج الذي يغادر مقاعد الدراسة في جامعته يتجه بلا تردد الى وظيفته التي تناسب تخصصه، لكن واقع كليات التربية للبنات يقول غير ذلك فكم من خريجة علقت شهادتها على الجدار لتنتظر فتح نوافذ الأمل، من الخريجات من حصلت على شهادة امتياز وتقدير ومع ذلك كان الجدار هو السلوى لشهادتها وامتيازها.. انها المرارة العميقة كما تقول احداهن تصف حالها بعد سنوات من التخرج برغم ان الجهات المختصة اعلنت في العام 1428ه ضرورة توظيفهن.. وتم الزام الخريجات بالخضوع لاختبار القياس الذي اصبح «بعبعا مخيفا» يقصف احلام البنات.. صحيح ان بعضهن اجتاز الاختبار الصعب لكن اخريات تعثرن وفشلن ولم يتم توظيفهن لهذا السبب.. فصار لزاما على الخريجة مواجهة الخطرين في آن واحد.. خطر الوظيفة الشحيحة وخطر القياس الصعب. الخريجة شريفة العنزي قاست اليتم في أمر صوره حيث رحل والدها وعزت عليها الوظيفة فتجرعت ظروف الحرمان كما تقول، ودخلت الجامعة برغم ظروفها وصبرت وثابرت حتى نالت مرادها بالتخرج من كلية الطائف في تخصص التاريخ ونالت تقدير جيد جدا ما يعني تفوقها «الآن اجد نفسي في زحام الانتظار، ولم افقد الأمل بعد، انتظر عاما بعد عاما لعل باب الامل ينفتح امامي في أية لحظة، وها هي السنوات تمر حتى وصلت الثامنة وانا في الانتظار وما زال باب الامل مشرعا امامي». شريفة التي تجاوزت عثرة ومصاعب اختبار الكفايات تقول انها تعيش الان هم التوظيف وتتساءل عن ضرورات المصاعب التي تضعها وزارة الخدمة المدنية امام الخريجات، وتحمل ما اسمتها الواسطات ضياع حقها في التوظيف. تقول ام عبدالعزيز الخريجة الجامعية انها برغم ظروفها الاسرية والعائلية فحالتها لا تختلف عن غيرها، وبعد الاجتهاد والمثابرة والتضحيات الجسيمة كما تقول انكسر خاطرها وأملها حيث تخرجت من الكلية التربية قسم التاريخ، ولم تجد وظيفة مناسبة لتخصصها وتعزو ذلك إلى ما أسمته تعقيدات نظامي جدارة وقياس. وتشعر ام عبدالعزيز بخيبة امل كبيرة بعد ان أضاعت سنوات عزيزة من عمرها وتضحيات كبيرة في سبيل حلم لم ولن يتحقق. أما الخريجة نوال العنزي فتتمنى وصول رسالتها الى الجهات المسؤولة عن التوظيف وتقول «حروفي باتت عاجزة عن وصف الألم الذي اصابني من موقف وزارة الخدمة المدنية وحرمان نظام جدارة من نيلي حقي في التوظيف وانا خريجة منذ 8 سنوات وهي اعوام مليئة بخيبة الامل بسبب تعسف الوزارة وكل الأمل ان تتم معالجة هذه الاشكالية بما يضمن حقوق الخريجات ويناسب تضحياتهن». الملف الأخضر أشواق الكثيري تذكر وزارة الخدمة المدنية بالتعليمات الصادرة في العام 1428ه حيث قضت تلك التعليمات بتوظيف 28000 معلمة ولم يحدث شيء منذ ذلك الوقت ولم تستفد من خريجات كلية التربية غير 400 طالبة والعدد لا يتناسب مطلقا مع حجم الخريجات اللائي امضين سنوات كثيرة في الانتظار وفي مقاعد الكلية مع انه تم تفضيل البديلات وخريجات الكليات غير التربوية في التعيين والتوظيف مع ان خريجات اخريات ينتظرن اكثر من 13 عاما ولا جديد. وتتذكر العنود الحربي طريقة التقديم للوظائف سابقا ومناولة الملف الاخضر يدا بيد وما كان يصاحب ذلك من عشوائية وعدم دقة، والحالة تختلف الآن والشروط تختلف مثل الخبرة والدورات التأهيلية وغيرها وفي العام 1419ه، تم تدشين موقع الخدمة المدنية في الشبكة العنكبوتية وكان عشمنا خيرا فيه وسارعنا بالتسجيل وحصلنا على الارقام مع المتابعة وبعد كل ذلك تم الغاء الامر وكأن شيئا لم يكن وفي العام 1422ه، تم تطبيق نظام البديلات وفي ذلك غموض كبير اذ لم يكن ضمن اسس المفاضلة. الكثيري تضيف أن التعليمات قضت كذلك بصرف بدل البطالة العام 1432ه، لكن الوزارة لم تتخذ خطوات جدية في هذا الشأن ووقفت ضد العاطلين عندما رفعت سن البطالة إلى 35 عاما مع ضرورة التحديث الاسبوعي لمدة 3 اشهر لإثبات حالة البطالة رغم وجود بيانات العاطلين جاهزة ومرفوعة على موقع جدارة وحرم ذلك العديد من الخريجات القديمات وبعضهن لم تستفد من البند لوصولهن الى سن 35، كما ان التربية والتعليم لا ترفع الاحتياج الفعلي وتكتفي لسد العجز بانتداب المعلمات والزام المعلمة بتدريس مادة مقاربة للتخصص ودمج بعض التخصصات بعد تغيير المناهج مثل تخصصي الجغرافيا والتاريخ تفاضل على احتياج مادة الاجتماعيات. وفي العام 1433ه، تغيرت بنود المفاضلة من الخبرات والدورات الى المعدل وقياس (مجرد اجتياز) والأقدمية وفي العام 1435ه، اضيفت درجة قياس لنقاط المفاضلة بواقع 40% وفيه اجحاف بحق الكثيرات. آخر كلمة فوزية العنزي تقول: أنا خريجة كلية التربية ومن الصعوبة بمكان قبول تخصصي في غير مرجعي في التعليم حيث ان كليات التربية مثل اخواتها معاهد المعلمات والكليات المتوسطة متخصصة بتخريج معلمات مؤهلات للوزارة ثم الغيت معاهد المعلمات والكليات المتوسطة لأنه يجب تطوير التعليم والنهوض به. وتخلص المتحدثات إلى مناشدة الجهات المختصة في وزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية النظر بعمق الى مشكلتهن والاسراع بتعيين خريجات كليات التربية ممن حصلن على درجة البكالوريوس قبل اكثر من 13 عاما ومساواتهن مع خريجات معاهد المعلمات والكليات المتوسطة.