كشف مصدر مسؤول في مديرية الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة عن تحديد ما يقارب 30 موقعا في جدة لتوالد البعوض المسبب للوباء، وطالبت الأمانة والزراعة بأخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة للقضاء على تلك المواقع. وأبان المصدر ل«عكاظ» أن الصحة دورها علاجي ووقائي وتوعوي للمواطنين، في استقبال الحالات وإخضاعها للعلاج. بدورهم اشتكى عدد من المواطنين من سكان قويزة والجامعة وغليل والسبيل وبعض أحياء جنوبجدة من المستنقعات وتجمع المياه وتقدموا بشكاوى للأمانة والشركة الوطنية للمياه، مؤكدين خوفهم أن تظل المياه لعدة أيام ما يؤدي إلى توالد بعوض حمى الضنك أبو الركب. وكانت عدسة «عكاظ» رصدت عدة مستنقعات في حي قويزة أمام المنازل، المدارس، والشوارع الرئيسة في الحي. وفي شأن ذي صلة، تقدم طلاب إحدى المدارس في حي الجامعة بشكوى لأمانة جدة من تجمع المستنقعات والمياه أمام مدرستهم، وطالبوا بسرعة إزالتها. وقالت أمانة جدة إن هناك لجانا مشتركة بين الأمانة والصحة والزراعة لسرعة معالجة مواقع توالد البعوض ومسببات الضنك، وبإشراف مباشر من المحافظة، مؤكدة أن جميع أحياء جدة صدرت توجيهات بسرعة إيجاد حلول سريعة وجذرية للمستنقعات الموجودة فيه وإنهاء مشكلة السكان بالتعاون مع الجهات المشتركة. وأشار إلى أن تحديد موقع لتوالد الحشرات المسببة للوباء في جدة يساعد كثيرا في سرعة القضاء عليها وإنهاء معاناة السكان من الحشرات وتوالد بعوض الضنك لا يتم إلا في بيئة باردة وبعيدة عن الشمس، وهي لا تتوالد في مواقع كبيرة بل في أماكن مختلفة وفي ظروف مختلفة. كما أكدت مصادر طبية ل«عكاظ» تزايد حالات الإصابة بمرض حمى الضنك خلال الأسبوع الماضي، وطبقا لصحة جدة فإنه تم تسجيل حالات جديدة لكنها منخفضة مع إحصائيات العام الماضي، إلى ذلك جدد عدد من سكان جدة ومقيميها مخاوفهم من عودة الحمى الشهيرة عقب الأمطار التي هطلت مؤخرا على المحافظة وانتشار التجمعات المائية والمستنقعات الراكدة، وأبدى المواطنون قلقهم من غياب عمليات الرش والإسراع في تجفيف المستنقعات وتطهيرها وضربوا مثلا بمنطقة جنوبجدة التي تنتشر فيها عشرات التجمعات المائية المحفزة للبعوض. عبدالكريم الجهني من سكان غليل، يقول إن الحي يعاني من تشققات في شوارع وطرقات الحي، بسبب تجمعات المياه بعد هطول الأمطار. وبرغم الشكاوى العديدة التي تقدم بها المواطنون حول المستنقعات إلا أن الجهات المختصة آثرت الصمت والسكون. وجدد الجهني المطالبة بسرعة تجفيف المياه وشفطها وإجراء التدابير اللازمة لمنع عودة بعوض حمى الضنك، وحمل شركة المياه في مسؤولية بقاء المستنقعات على حالها برغم مضي أكثر من أسبوع على الأمطار الأخيرة، ولا يختلف رأي محمد الحربي عن الجهني حيث يقول إن سكان أحياء جنوبجدة تضجروا من المستنقعات والمياه الراكدة في الشوارع بسبب الأمطار التي أخرجت أسراب البعوض والحشرات الضارة من مخابئها الموسمية وعلى الجهات المختصة التحرك الفوري لمعالجة الموقف قبل تفاقمه واستفحاله. في المقابل جددت مديرية الشؤون الصحية على لسان مصدر مسؤول تحذيراتها وطلبت من الجميع ضرورة أخذ الحيطة والحذر من المستنقعات المائية المتشكلة في الأحياء، وطلب سرعة تفريغها لأنها تشكل خطرا على الصحة وبؤرا مثالية لتوالد البعوض المسبب لكثير من الأمراض، مشيرا إلى وجود تنسيق مباشر بين الصحة والأمانة لإزالة تجمعات المياه خاصة في برنامج حمى الضنك. إلى ذلك، ذكرت ل«عكاظ» مصادر مطلعة أن ارتفاع الإصابات أو انخفاضها يعود لعدة عوامل أهمها تزايد بعوض الضنك في تلك الأماكن، مشيرة إلى أن الإصابة بالضنك لا يمكن علاجها بسهولة كما يتصور البعض، وتحفظ المصدر عن عدد المصابين واكتفى بالقول «لا بد من مواصلة مكافحة الضنك باستمرار، هناك تنسيق مستمر بين الصحة والأمانة والزراعة في هذا الشأن».