يمتلك عبدالسلام مهارات غير عادية في الفنون التطبيقية كالحدادة وتصليح الأجهزة الكهربائية المعطلة والنجارة التي أحبها، فحولها إلى تجارة ومهنة يمارسها في الوقت ذاته. مارس شتى المهن التطبيقية، وأجاد كل مهنة على حدة. النجارة، الحدادة، الكهرباء، واكتسب خبرات جيدة في تلك الأعمال، حتى أصبح يشار له بالبنان فيها. حطم ثقافة العيب، مؤمن بأن العمل لا يعيب صاحبه أيا كان، وأثبت أن الشباب السعودي يستطيع العمل في أي مجال، وأن يضعوا بصمتهم، ويثبتوا وجودهم. يقول الشاب عبدالسلام فقيه: كان الجميع يندهش من مهاراتي في ممارسة الفنون التطبيقية بمختلف أنواعها نجارة، حدادة، وسباكة، وكانوا يستعينون بي عند الحاجة سواء في المنزل أو المدرسة، وقد حصلت على شهادات شكر على تلك الأعمال التي كنت أمارسها، كهواية، قبل أن أقوم باحترافها مؤخرا. وعن تعلمه لهذه المهنة يقول: احتككت كثيرا بالحدادين والنجارين، وكنت أقلد حركاتهم، وأتعلم سريعا منهم، وكان بعضهم يندهش من سرعة تعلمي. بعد تخرجي من الجامعة عملت في أحد البنوك كموظف تسويق ثم انتقلت للعمل في إحدى الشركات المتخصصة في قطاع البناء، وقد استفدت كثيرا من تجربتي، وعملت لبعض الوقت حتى كونت ثروة جيدة، استطعت أن أشيد بها مصنعا صغيرا للخشب. ومن أكثر الصعوبات التي تعترضني هي نقص الأيدي العاملة، نظرا لصعوبة الاستقدام، وعدم توفر أيد محلية راغبة بممارسة تلك المهمن، ونظرا لقلة العمال المتوفرين لدي حيث لا يتجاوز عددهم الثلاثة أشخاص، اضطررت إلى أن أقاسمهم العمل، وأشاركهم الكثير من المهام، كالدهان واللحام وتقطيع الخشب وبعض الأعمال الأخرى، وذلك لنستطيع تغطية الطلبات التي تصلنا من الزبائن، وإنجازها في أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أن الكثير من شبابنا متخرجين من معاهد تطبيقية وتلقوا تدريبا جيدا، ووجودهم سيقضي على العمالة العشوائية المنتشرة في السوق، ولكنهم للأسف يتجهون للعمل في شركات أخرى بعيدة عن تخصصاتهم لأسباب عدة وفي مقدمتها ضعف الحوافز المقدمة لهم لممارسة تلك المهن، وافتقادهم للصبر الذي تحتاجه هذه الأعمال. ومن خلال تجربتي أقول لهم: حطموا ثقافة العيب، والأهم من ذلك نطالب رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات بتشجيعهم وتقديم الحوافز الوظيفية المناسبة لهم، ومنحهم الفرص الكافية ليثبتوا وجودهم. فالشباب السعودي يستطيع أن يقدم الكثير متى ما توفرت له البيئة المناسبة للعمل، والظروف المحفزة للإنتاج.