ثمة علاقة قد تكون السبب في تسخير الظروف ليرتقي عدد ليس بقليل من مرضى التوحد للحصول على شهرة ومناصب مرموقة فمنهم من حصل على جائزة نوبل مثل «البرت اينشتاين» أعظم علماء القرن العشرين، فرغم بطء تعلمه واحتمال إصابته بخلل وظيفي بالدماغ منح جائزة نوبل في الفيزياء.. و «إسحق نيوتن» دفعه المرض إلى اعتزال الناس وأمضى معظم وقته في حديقة منزله، و «توحده» هو الذي أهدى إليه نظرية الجاذبية الأرضية، بعد الجلوس تحت شجرة تفاح لتسقط تلك التفاحة الشهيرة على رأسه وتهدينا الجاذبية.. و «توماس جيفيرسون» الزعيم الثالث للولايات المتحدةالأمريكية ورجل سياسي فيلسوف ثائر ومزارع من ذوي الاقطاعات ومهندس معماري وكاتب.. و«أل جور» سياسي ديموقراطي أمريكي عمل في منصب نائب رئيس الولاياتالمتحدة ونافس في الانتخابات الرئاسية، وعمل حاليا رئيسا لتليفزيون INd وهو عضو مجلس إدارة أبل للكمبيوتر. و «جان بياجيه» بروفسور في علم النفس في جامعة جينيفا وله العديد من النظريات في علم النفس، أيضا «رامانوجان» عالم الرياضيات الهندي لم يلتحق بالجامعة قط واعتمد على نفسه في دراسته واكتشف العديد من النظريات الرياضية التحليلية وله صيغ قانونية عديدة لم يكتشف صحتها إلا مؤخرا.. «مارك توين» كاتب فكاهي ومحاضر أمريكي مشهور وكان أيضا ربان سفينة .. «ستيفين ولتشير» رسام معماري تم تشخيصه بالتوحد.. و «ستيفين سبيلبيرغ» أخرج أفلام الخيال العلمي والدراما التاريخية.. و«ريتشادر بورشيردز» تخصص في علم الرياضيات والجبر بجامعتي كاليفورنيا وكالوراد. كذلك بيل جيتس إمبراطور الكمبيوتر ومؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى رجل في العالم، فقد كان في طفولته فضوليا وغريب الأطوار وفي شبابه لم يكن متزنا لكنه أصبح من أشهر الشخصيات العالمية. يا سادة.. مع هذا الكم ذي الثقل لشخصيات بهذا المستوى، لابد أن نتوقف قليلا عند أسرنا ممن لديهم «طفل توحد» لنقول لهم إن ما لديهم ربما يفرز عنه علم غزير تستفيد منه الأمم.. فعباقرة التوحد لم يدعوا المستهزئين أو المعلقين على أفعالهم، أن يكونوا حجر عثرة في طريقهم أو حتى يعيروهم اهتماما. أيضا يلزم الأمر منا الكثير والكثير من وضع البرامج التي توظف ما يميل له هؤلاء الأبناء ممن لديهم «توحد»، فقد يكون ذلك دافعا قويا منهم في الإصرار على تنفيذ أفكارهم بشكل ليس له حدود ويفوق عقولنا بمراحل وبما لايمكننا توقعه منهم أو ما لا نثق أن تصل له قدراتهم.. فالكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن مرض التوحد ليس له حل أو علاج وييأسون من أمل في أي جدوى من أبنائهم التوحديين.. ما ذكرناه أكبر برهان على خطأ التصرف في ذلك الأمر مع تلك الحالات فقد يكون ذلك مولد عالم أو مبتكر أو موهبة حال توفر المناخ المناسب له مع حسن التصرف مع ما يتطلبه أو يحتاج فعله وتنفيذه، فلا نستنكر عليهم أي شيء فقد يكونون علماء المستقبل.