المياه ملوثة.. الجو ملوث.. الهواء ملوث.. البحر ملوث.. السياسة ملوثة.. الضمائر ملوثة.. ماذا بقي هناك في لبنان نظيفا وغير ملوث. المواطن اللبناني أصبح عنده مناعة ضد الجرائيم لكثرة الجرائيم في جسده.. وأعظم هذه الجراثيم الطائفية والمذهبية وكراهية الآخر.. هذه النظرة لما حولنا ليست سوداوية وليست من باب التشاؤم.. كل ما في لبنان يدل على التخلف.. ويدل على أن ما يقال عن الحضارة والعلم والثقافة ليس صحيحا، فنحن لم نستفد من العلم والثقافة شيئا لأن هناك من يعمل على تدمير لبنان وطعنه في الظهر وفي كل مكان.. خطاب واحد من خطب حسن نصر الله يؤكد ما نحن فيه لأنه يزخر بالتعصب والطائفية والمذهبية.. ليس وحده من يتهم بذلك، بل إن بعض الزعماء لا يجيد غير التعبئة الطائفية في تصريحاته كلها.. انتخاب رئاسة الجمهورية تحول إلى مزاد طائفي، فالمزاد من انتخاب الرئيس أن يكون الأكثر طائفية والأكثر شعبية عند طائفته.. إن الشعب اللبناني يعاني أشد المعاناة، سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وأكثر الشباب اللبناني يفكر بالهجرة، فهل هذا هو الوطن الذي نحلم فيه، ونتغنى بحبه؟ لبنان يعيش مأساة كبيرة بسبب إدخاله في أتون الحرب الطائفية.. كل شيء معطل في لبنان، ما عدا مجلس النواب فقد استمرت جلساته شهورا وشهورا ولم يستطع إلا أن يجدد لنفسه لأنه يخشى على نفسه من الانتخابات إذا جرت في هذه الأجواء الملوثة.. وما دام مجلس النواب قد مدد لنفسه، فلماذا لا نمدد للرئيس سليمان بأثر رجعي، ونعيد الرأس إلى وطن يعيش بلا رأس ولا جسد.. منذ مدة أحسست بمتاعب جسدية شديدة فذهبنا إلى مستشفى من أرقى مستشفيات لبنان، وبعد الفحص الدقيق تبين أن عندي جرثومة، وبقيت أتناول المصل المضاد لهذه الجرثومة لمدة شهر حتى قضي على هذه الجرثومة، فكم سنة وكم سنة نحتاج إلى القضاء على الجراثيم التي تفتك بالجسد اللبناني؟ وعلى اللبنانيين رفض الفكر الطائفي وتعزيز الوحدة الوطنية والعمل على إيجاد لبنان موحد آمن ومستقر ينأى بنفسه عن الصراعات والإشكاليات ويرفض النظام الأسدي الذي يرغب في تحويل المنطقة إلى ساحة حرب طائفية ويدمر مكتسبات ومقدرات لبنان.. لبنان صامد بأبنائه وسينتصر في النهاية.