يتطلع أهالي مركز عشيرة والقرى التابعة لها شمال الطائف إلى تلبية مطالبهم الخدمية والتي تزيح عنهم الكثير من الهموم والمعاناة التي ظلوا يتكبدونها طيلة 50 عاما الماضية، لتحقق لهم سبل الراحة أسوة بما ينعم به بقية أهالي القرى والهجر بالمملكة، مناشدين الجهات المعنية بالوقوف على أرض الواقع ليكونوا شهودا على معاناة المواطن، ويتفاعلوا مع مطالباتهم للعمل على تحقيق التطلعات ما يساعد على تحويل المركز إلى محافظة. ومن أبرز مطالب الأهالي النظر في الوضع الحالي لمنتزه المؤسس الملك عبدالعزيز، إذ يقول الشيخ محسن بن دحيم المقاطي يعد المنتزه الذي يقع على الضفة الشرقية لوادي العقيق من عشيرة، من المعالم الأثرية بشمال الطائف وقد خيم عليه الملك عبدالعزيز رحمه الله وجعله موقع محطة له يتوقف عنده في رحلاته السنوية بين الحجاز ونجد، أثناء ذهابه للحج والعمرة وحيث أمر رحمه الله بحفر وعمارة الآبار في هذا المخيم لسقيا البادية. ومن هذا التاريخ بدأ تاريخ عشيرة، التي هي اليوم إحدى أكبر مراكز محافظة الطائف، فانتشر فيها العمران، وتوسعت بما جد فيها من مرافق ومدارس وتجارة وأعمال وأنشطة مختلفة حتى أصبحت الكثافة السكانية بمنطقة عشيرة تتجاوز 30 ألف نسمة. وفي عام 1422ه وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان ولاية للعهد على هذا الموقع التاريخي الذي تحول إلى متنزه عام باسم (متنزه مخيم الملك عبدالعزيز). وقد وقف الملك عبدالله على هذا المخيم زائرا ومتفقدا المكان الذي برز بهمة المليك وصبره وجلده على الترحال والتنقل في ارجاء بلاده. وفي عام 1430ه وقف أمير منطقة مكةالمكرمة (أنذاك) صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على هذا المخيم وقام بتدشين المرحلة الثانية من تطوير مخيم الملك عبدالعزيز ومنذ تدشين سموه لهذا المخيم لم يحدث أي تغيير أو تطور لهذا المخيم، إلا أن الأهالي هجروا المخيم بسبب الإهمال الذي طاله لدرجة أصبح مأوى ومرتعا للحيوانات الضالة كما تعرضت الأشجار والنخيل للجفاف بسبب عدم حمايتها بسياج واقي لتصبح مرعى للحيوانات السائبة. ويضيف مساعد العتيبي أن المركز التنموي من المشاريع الضرورية والهامة التي دشنها الأمير خالد الفيصل إبان زيارته لمنطقة عشيرة عام 1430ه وقد استبشر الأهالي خيرا بوضع حجر الأساس لهذا المشروع والذي يتمنى سكان عشيرة أن يتجاوز مشرع المركز التنموي من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التنفيذ علما أنه تم تحديد مكان مناسب ليقام عليه المركز التنموي، ويتساءل أهالي عشيرة عن عدد السنين التي يحتاجه هذا المشروع للتنفيذ. وطالب خالد المقاطي بضرورة توصيل شبكات المياه للمنطقة وقراها، حيث أنهك كاهلهم الاعتماد على صهاريج المياه بسعر 110 ريالات، وذكر بأنهم قلقون بسبب الجفاف وقلة المياه والارتفاع المتزايد لصهاريج المياه خصوصا في فصل الصيف والأزمة القائمة في وضع المياه، مشيرا إلى أن أنابيب المياه المحلاة تم تمديدها من أشياب السيل الصغير إلى مكان قريب من مركز عشيرة ولكن هذا المشروع توقف قبل مركز عشيرة ب35 كم. وأشار عمدة عشيرة راشد عبدالله المقاطي إلى أهمية تحويل مكتب البلدية الحالي إلى بلدية مستقلة تمارس جميع صلاحياتها من أجل القيام بالخدمات المختلفة مثل السفلتة والإنارة والتشجير والترصيف والنظافة والتي تفتقدها شوارع عشيرة، فيما طالب الشيخ تركي العتيبي باستحداث «محكمة» مؤكدا تكرار هذا الطلب منذ سنوات لمساعدة كبار السن والعجزة والأرامل الذين يضطرون للذهاب إلى محكمة الطائف، والتي تبعد عنهم ب152كم ذهابا وإيابا ما أنهك كاهل كبار السن، كما ناشد مفلح بن هلال المقاطي الجهات المعنية بضرورة إنشاء مستشفى يخدم أهالي المنطقة وقراها وباديتها، والتي يزيد عدد سكانها على 30 ألف نسمة، وذلك لما يعانيه المصابون والمرضى لدى نقلهم إلى المستشفيات، رغم استلام وزارة الصحة للأرض الخاصة بالمستشفى منذ سنوات، وفي كل مرة يرجع أهالي المنطقة بخفي حنين إلا من بعض الوعود التي لا تجد سبيلا إلى أرض الواقع.