اعتنت جامعة أم القرى خلال العامين الأخيرين بما يسمى «اقتصاد المعرفة»، وهو أن يتم تشجيع الطلاب والطالبات النابغين والنابغات على البحث والاكتشاف والاختراع ومن ثم تسجيل اختراعاتهم في المراكز المتخصصة بالولايات المتحدةالأمريكية والحصول على شهادة براءة اختراع، فإذا أرادت دولة من الدول أو مصنع من المصانع الاستفادة من براءة الاختراع وتحويلها إلى منتج اقتصادي كان للجامعة وللمخترع الذي سجلت البراءة باسمه نسبة يتفق عليها من أسعار بيع ذلك المنتج الاقتصادي، وقد سجلت جامعة ام القرى لطلابها وطالباتها مائة براءة اختراع، وقال لي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس إن شركة صينية وقعت عقدا مع الجامعة لتحويل أحد تلك المخترعات إلى منتج اقتصادي تجاري سيكون للجامعة نصيب من ريعه وللطالب المخترع أيضا، وسوف تحتفل الجامعة يوم الأحد 23/1/1436ه بما سجل لأبنائها من براءات اختراع، وقد توقفت عند بعض تلك المخترعات الواعدة المسجلة في أمريكا، وكان من بينها اختراع سجادة ذكية بتقنية النانو لتوليد الطاقة الكهربائية الآمنة بمجرد السير عليها لاستخدام تلك الطاقة في إضاءة المساجد والجوامع ونحوها من الصالات المفروشة بالسجاد، وصاحبة هذا الاختراع هي الطالبة وصال مدني، كما قدم الدكتور أحمد عشي عميد كلية العلوم الطبية والتطبيقية اختراعا يتضمن اكتشاف دلالات جديدة لمعرفة مدى النجاح في معالجة فيروس الكبد «ج» بين المرضى السعوديين، أما الطالب فهد الزهراني الذي أرقه وجود مطبات عنيفة في شوارع المدن والمحافظات فقد اخترع جهازا لكشف تلك المطبات وتحذير المركبات مسبقا من الوقوع فيها، وتقديم نصائح للسائقين بكيفية التعامل مع المطبات، ويشرف على هذه الاختراعات ويرعاها من مهدها حتى تسجيلها إعلاميا ومن ثم الاستفادة منها منتجا اقتصاديا مكتب إدارة الملكية الفكرية بالجامعة الذي يعمل وفق محاور ثلاثة، منها المحور الابداعي المتصل بالاختراع والقانوني المتصل بتسجيل الاختراع والحصول على البراءة والمحور التجاري برعاية تحويله إلى منتج اقتصادي، وذلك في سبيل الاستمرار الأمثل لعقول أبنائنا وبناتنا النابغين والنابغات. وتقوم الجامعة بتحول عملية التسجيل ومراحلها القانونية التي تتم عن طريق مكاتب محاماة مختصة ويمر كل اختراع بعدة مراحل، منها وصف فكرته ومبرراته ومراجعة ذلك عدة مرات، ثم التقدم بطلب تسجيل المخترع عالميا في كل من مكتب التسجيل السعودي والأمريكي، والمسح التجاري للاختراع للتأكد من عدم وجود نموذج سابق له والدخول في اجراءات إصدار البراءة التي قد تستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام، وعلى أية حال فإن ما حصل يستحق التهنئة والتشجيع والتصفيق ولكن الأهم من ذلك كله هو أن نرى أثر اختراعات أبنائنا وبناتنا بعد تحولها إلى منتجات اقتصادية تخدمنا وتخدم البشرية. وبما أن الحديث يدور حول منجزات جامعة أم القرى فقد تسلمت بيد الشكر نسخة من مطبوعة عن الكراسي العلمية بالجامعة، وقد أهداني النسخة معالي مدير الجامعة وجاءت المطبوعة فاخرة من حيث الطباعة الجيدة والرسوم البيانية والمعلومات، ولما تصفحت أوراقها وجدت أن الجامعة استطاعت عقد شراكة علمية مع عدد من الممولين لكراسيها العلمية، وكانت مساهمة الممولين تتراوح ما بين خمسة ملايين إلى ثلاثة ملايين للكرسي الواحد، وهذه الكراسي استطاعت عن طريق ما حصلت عليه من دعم وتمويل إجراء عشرات البحوث وتنظيم العديد من الندوات واللقاءات وورش العمل لكل كرسي في ما يخصه، فجزى الله الممولين خير الجزاء وأصلح لهم نياتهم وذرياتهم.