امرأه واحدة من كل ثماني نساء يتعرضن لمرض عدم الإنجاب «العقم» ولكن هل هو مرض أو ليس مرضا؟ وأن ملايين النساء يخضعن لعلاج العقم سنويا على جميع مستوياته، كما أن معظم النساء يعتقدن أن علاج العقم مؤلم بل أن العلاج أكثر بكثير من معنى كلمة مؤلم. في أكثر من دراسة عالمية وجد أن أكثر من ستين في المائة من مرضى العقم يحاولون إخفاء علاجهم عمن حولهم من أفراد العائلة والأصدقاء. كثيرا ما يختار المرضى القول السهل والاعتراف غير الصادق بعدم النية بالحمل في الوقت الحاضر بدلاً من إخبارهم بالتشخيص ومشاكل علاج العقم وخاصة للمقربين منهم. والواقع ان مرضى العقم دائما ما يكون لديهم شعور غريب يتمثل باليأس والخسارة والإحباط وأن حياتهم تمر في مراحل مختلفة عن العامة لا يمكن تحديدها، فصعوبة الإنجاب تسبب الكثير من الحزن وفقدان الأمل وينتابهم مخاوف من أن الحياة سوف تكون فارغة إلى الأبد والشعور بانها سوف تكون حياة دون أطفال. وهو شعور غريب فيه الكثير من الانكسار والخوف وفي بعض الأحيان الخجل. أن خمسة في المائة فقط من المرضى قد يحتاجون إلى الدعم النفسي وزيارة العيادات النفسية وقد تكون مفيدة. فالصمت في هذه الحالات يكون ضارا ويبين أن العقم وباء مجهول والحديث عن العقم وعلاجه ورفع المعنويات وتعلم الصبر وتقبل الموضوع بطريقة أفضل هو الحل الأمثل ومن الاجدى ان يكون من مرضى آخرين. العقم مرض ولكنه ليس كمرض السرطان ولكن لعلاج عدم الإنجاب نحن بحاجة إلى جهد ووعي ليتخلص المرضى من الظلام والخوف. واخيرا .. القصص كثيرة وكل مريض قد يكون له قصة اما قصة نجاح أو قصة فشل، فعلاج العقم ليس دائماً ينتهي بالنجاح، ولهذا السبب هذا المرض يحتاج إلى المزيد من الاعتراف والجهد والنقاش حتى يمكن الحصول على نتائج نفسية مرضية لا بد من الاعتراف بالنجاح والفشل. وفي السنوات الأخيرة أصبح العلاج متاحا لمعظم أسباب العقم و طريق النجاح يبدأ بالمبادرة والاختيار الصحيح ومعرفة التفاصيل لذا يجب أن نكسر حاجز الصمت ونبادر حتى نصل. (*) أستاذ طب النساء والولادة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.