هناك الكثير من الآثار في منطقة مكةالمكرمة بحاجة إلى الاهتمام بها وإخراجها من دائرة الصمت، خاصة أن بعض ضعاف النفوس يعبثون بهذه الآثار ويكتبون على جدرانها. وأوضح عدد من المرشدين السياحيين أنه بعد أن وافق مجلس الوزراء بمنح نظام الهيئة العامة للسياحة والآثار اختصاص تقرير أثرية الآثار والتراث العمراني وتحديد ما يجب تسجيله منها ويترتب على تسجيل أثر ما إقرار الدولة بأهميته الوطنية أو التاريخية أو الثقافية أو الفنية، والمحافظة عليه وصيانته وعرضه. يعد النظام جميع الآثار الثابتة والمنقولة الموجودة في المملكة أو في المناطق البحرية الخاضعة لسيادتها أو ولايتها القانونية ملكا من الأملاك العامة للدولة، باستثناء الآثار الثابتة التي يثبت أصحابها ملكيتهم لها، والآثار المنقولة التي سجلت من قبل مالكيها لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار، والآثار المنقولة التي لا ترى الهيئة ضرورة لتسجيلها ويلزم النظام كل من يملك أثرا منقولا بعرضه على الهيئة لتسجيله خلال سنتين من تاريخ نفاذ النظام. «عكاظ» رصدت ملامح الواقع الذي تعيشه بعض هذه المواقع واستنطقت متخصصين في العمل السياحي. أحمد الجعيد «مرشد سياحي» ألمح إلى أن كثير من مواقعنا الأثرية وعلى الرغم من حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار للحفاظ على هذه المكتسبات الوطنية وهذا الإرث النفيس الذي لا يقدر بثمن إلا أن يد العبث امتدت إليه بغير علم أو تقدير لهذا الأثر، فهناك من عبث ببعض المواقع الأثرية بالكتابة على جدران هذه المواقع أو محاولة لتشويه أو طمس للنقوش، ولم تكتف اليد العابثة بهذا العمل الفظيع بل تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك وصل الأمر إلى رمي هذه الآثار بطلقات رصاص ناري من مجهولين يرجح أنها طلقات الصيد العشوائي. من جهته، قال خالد معجب آل طوق «خبير في الإرشاد السياحي»: «للأسف الشديد هذه الإشكالية موجودة في معظم المواقع الأثرية مستشهدا عما شاهده في موقع سحمى من اختلاف واضح بين فترتين متقاربتين لم تتجاوز الشهرين». وأضاف آل طوق: يجب تكثيف التوعية للمواطنين للمحافظة على هذه المواقع والحرص على صيانتها، وذكر الطوق: قد يكون من أبرز أسباب العبث هو شيوع أخبار يتداولها بعض البسطاء من وجود كنوز مدفونة داخل هذه المواقع الأثرية مما يجعلهم يتنافسون على الثراء السريع على حد وصفه، وأضاف آل طوق: عادة ما نرى الحسرة في عيون بعض السياح الأجانب وهم يرون العبث على المواقع الأثرية التي نزورها بصحبتهم، ورحب آل طوق بفكرة مشاركة بعض المرشدين السياحيين لترميم هذه المواقع تحت إشراف نخبة من علماء الآثار بالمملكة. واختتم آل طوق بترحيبه البالغ لما أعلنه صاحب السمو سلطان بن سلمان عبدالعزيز رئيس هيئة السياحة والآثار في ملتقى التراث العمراني بالمدينة المنورة في الحفاظ على المواقع الأثرية. خالد خفاجة خبير في الإرشاد السياحي قال إن هذا العبث بعضه قديم ولاسيما في مدائن صالح رغم وجود الحراسات الأمنية وضرورة إيجاد ترخيص رسمي لدخول مدائن صالح للسياح الأجانب والهوية الوطنية للمواطنين، ولكن أعمال التخريب والتشويه هذه ربما تكون بكثرة للمواقع التي لا تحظى بحراسات أمنية، وقال خفاجة إن العقوبة هي الوسيلة المناسبة للحفاظ على هذه الآثار وأقترح أن تكون العقوبة التشهير عبر الصحف المحلية لمن يقدم على عمل يشوه المواقع الأثرية على حد وصفه، أما عن فكرة مشاركة المرشدين السياحيين في ترميم الآثار فيرى عدم جديتها وربما تفقد قيمتها الأثرية، وأضاف خفاجة: من أبرز أدوات المحافظة على هذه الثروة هي التوعية عبر المناهج الدراسية والصحف وجميع وسائل الإعلام المتنوعة وذكر خفاجة أن السياح يتألمون عما يروه من عبث واضح وخاصة للمخلفات المتناثرة في المواقع الأثرية، وختم حديثه بترحيبه البالغ للأمن السياحي والحفاظ على هذه المكتسبات الوطنية.