احترف عدد من فتيات المدينةالمنورة إنتاج السبح الفاخرة التي يحرص زوار طيبة على اقتنائها كذكرى من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتقديمها كهدايا لذويهم وأحبابهم حين يعودون إلى بلدانهم من رحلة الحج أو العمرة. واتفقت كل من عبير المرواني وإيمان موسى وهما من الفتيات اللواتي يحترفن هذا الفن الراقي على أن يكون هناك طموحا مشتركا لدى المنتسبين لهذه المهنة الجميلة في التوسع فيها لتصبح صناعة وطنية متطورة تنافس الهدايا التي تستورد من الخارج وتباع في المحلات التجارية بالمدينة كهدايا تذكارية خلال موسمي الحج العمرة. ومن أجل مواكبة هذا الأفكار الإبداعية، سعت جمعية طيبة النسائية للتنمية الاجتماعية إلى تأسيس منظومة صغيرة تضم تلك الفتيات المبدعات تتمثل بتأسيس حاضنة لتلك الأعمال تحت شعار (مديني) تقدم من خلالها مجموعة من البرامج والأفكار الداعمة لمواهب الفتيات، والخدمات المالية والاستشارية، بالإضافة إلى تولي العمليات التسويقية والتطويرية لمشروعاتهن، والنهوض بالمشروعات الناشئة للأسر المنتجة، فضلا عن تحسين كفاءتها ورفع قيمتها السوقية، وخفض الأعباء المالية، وتقليل المخاطر التي قد تتعرض لها هذه المشروعات. وتهدف حاضنة أعمال (مديني) إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للفتيات، خاصة فتيات الأسر المستفيدة التي ترعاها الجمعية ليصبحوا من طالبي عمل، إلى عارضي وظائف، فقامت بإنشاء عدة حاضانات استثمارية تحت مسمى: مديني للسبح، ومديني للخياطة، ومديني للكروشيه (فن الأشغال اليدوية و الأعمال الفنية والتدبير المنزلي)، ومديني للمشروعات. وأعطت الجمعية مشروع حاضنة مديني للسبح اهتماما كبيرا، بعد أن ولدت فكرتها من خلال ملاحظة رغبة الزوار على الدوام في اقتناء هذه السلعة من أسواق المدينةالمنورة كذكرى عزيزة على قلب كل مسلم ومسلمة. وعقدت الجمعية العديد من الدورات المتخصصة في صناعة السبح بمعدل خمس دورات سنويا، لتخرج دفعات من الفتيات المتدربات القادرات - بإذن الله - على صناعة سبحة يدوية كاملة وبيعها. وقدرت جمعية طيبة النسائية للتنمية الاجتماعية الإنتاج السنوي من السبح بالمئات التي تصنع إما في المنازل أو في معامل خاصة بالإنتاج، مشيرة إلى أنه في المرحلة الأخيرة تقوم الحاضنة بعرض السبح في عدد من البازارات وعقد اتفاقيات مع عدة معارض في أماكن مختلفة داخل المدينةالمنورة، لتسويق السبح التي تنتجها. وخلال موسم الحج، تكثف الجميعة شراكاتها مع المعارض الموجودة داخل المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي، ليتسنى لزواره الاطلاع على السبح المدينية المصنوعة بأيادي فتيات المدينةالمنورة، واقتنائها كهدايا تذكارية من مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.