لا شك أن الحظ عاند الهلال في النهائي الآسيوي، ولا شك أن الحكم أغفل له ضربة جزاء واضحة، لكن هذه كرة القدم دائما خليط من الحظ والأخطاء، ولن يكون الهلال أول فريق يهزمه سوء طالعه أو خطأ حكم! ستتكرر فرص الهلال لنيل البطولة؛ لأنه فريق لا يغيب عن ساحة المنافسة، لكن ما لا يجب أن يتكرر هو ذلك التجييش الديني والوطني والاجتماعي والرياضي خلال الأسبوعين الماضيين! التوتر الشديد الذي أصاب المجتمع في الأيام الماضية، بعد أن أقحمت العقائد والوطنية في لعبة رياضية لا يجب أن تتجاوز حدود ملعبها، كان تجربة سلبية قاسية ساهمت في فرز المجتمع على أسس استفزت الكثير من المحايدين الذي غاظهم أن تلك الانتقائية في إقحام الدين والوطنية في منافسات رياضية تحضر وتغيب حسب ميول وأهواء المتعصبين! وأتفهم تعصب المشجعين فهو جزء من اللعبة، وأفهم كذلك تعصب بعض الإعلاميين الرياضيين لأنهم أصلا مشجعون تقمصوا أدوار الإعلاميين، لكن ما لا أفهمه ولا أتقبله هو دخول بعض «المشايخ» الحلبة على كل ما فيها من جلبة ليقحموا العقائد الدينية في المنافسات الرياضية، ولو كانوا دخلوا لتوعية الجماهير وتقديم النصائح لتخفيف التعصب وحدة الكراهية لكان ذلك أجدى! في الحقيقة، خسارتنا كمجتمع أعظم من خسارة فريق لبطولة، فالهلال سيداوي جراحه ويعود للركض في مضمار المنافسة من جديد، لكن الجرح الذي أحدثه الجهلة والموتورون في النسيج الاجتماعي من أجل جلدة منفوخة لن يندمل سريعا وقد لا يندمل أبدا!.