كانت صالحة عسيري امرأة أعياها المرض النفسي سنوات طوال، وأثقل كاهل أسرتها، ففقدت الإقبال على الحياة، لتتلقفها الجمعية الخيرية لمرضى الفصام بالرياض مثلها مثل 700 مريض (فصامي) آخرين وتدرجها ضمن برامجها العلاجية والتأهيلية بالتعاون مع الجهات العلاجية المختصة وتبدأ بعدها رحلة جديدة كلها أمل وتفاؤل وإقبال على الحياة لتصبح متعافية من المرض النفسي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وقعت صالحة أول كتاب لها ألفته بعنوان «الجلابية النجدية» في المناسبات التي تنظمها الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام أو تشارك فيها. ولا تنسى صالحة أن تعيد الفضل في ما وصلت إليه بعد توفيق الله للجمعية التي تبنت موهبتها وأخرجتها إلى النور، إذ تكفلت جمعية الفصام بعد علاجها بطباعة الكتاب على نفقتها الخاصة ضمن برنامج علاجي تأهيلي قدمته مجانا للمؤلفة، وقد بادلت (صالحة) مبادرة الجمعية بمبادرة تمثلت في التبرع بنصف ريع الكتاب لصالح الجمعية ودعم برامجها. كما واصلت الجمعية استعراض نتائج دعمها لمرضى الفصام، حين عرضت لوحات أحد مرضى الفصام الذين تخدمهم الجمعية في الفن التشكيلي، الذي وصلت لوحاته إلى معارض فنية كثيرة داخل الوطن وخارجه، وتمكن خلال هذه المعارض من بيع إحدى لوحاته ب 70 ألف ريال، وهي ذات اللوحة التي قدر سعرها في معرض آخر في لندن ب700 ألف ريال، ما يعني الاهتمام الكبير من الجمعية. وتبذل الجمعية السعودية الخيرية للفصام جهودا كبيرة في سبيل توفير فرص علاجية وتأهيلية مناسبة لجميع مستفيديها، ومن ذلك أن الجمعية ستوقع اتفاقية تعاون بينها وبين مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض لرعاية مرضى الفصام الذين تخدمهم الجمعية. ويأتي توقيع الاتفاقية مع المجمع لما يملكه من مكانة علاجية متميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ولتجارب سابقة معهم كانت ناجحة في خدمة هذه الفئة. يشار إلى أن الجمعية تعتمد في تنفيذ برامجها على التبرعات، التي يبدو أنها لا تزال حتى الآن بحاجة إلى التفات الخيرين والميسورين لها، لتقدم أكثر من ذلك، لاسيما أن الطموحات لدى المسؤولين والعاملين بها كبيرة جدا. من جهة أخرى تواصل الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام فعالياتها التوعوية والترفيهية باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار (مرضى الفصام منكم... ساعدونا) في عدد من المجمعات التجارية بالرياض وذلك بالتعريف عن الجمعية التي ترأس مجلس إدارتها صاحبة السمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود، وكذلك التعريف بمرض الفصام وأسبابه وطرق علاجه، بالإضافة بوجود عدد من الاستشاريين والأخصائيين والإعلاميين، بالإضافة إلى المسابقات والجوائز والتي تستمر هذه الفعاليات لمدة شهر أكتوبر. وستعرض الجمعية أكثر من 700 مريض تخدمهم الجمعية عبر برامجها التي تنوعت بين المتابعة للبرامج العلاجية والتأهيل المتمثل في اكتشاف المواهب التي يملكها هؤلاء المرضى.