أكد وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج، أن لبنان سينتصر في حربه على إرهاب تنظيم «داعش» وأن مهمة الإعلام العربي كبيرة في محاربة الإرهاب من حيث الابتعاد عن الخطاب المذهبي والتحريضي، محملا حزب الله والتيار العوني مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية. وطالب وزير الإعلام في حوار أجرته «عكاظ»، أن ينسحب حزب الله من سوريا وأن يعتمد سياسة تحييد لبنان عن هذا الصراع، وعن المحاور الإقليمية. وهنا نص الحوار: ● تخوض المجتمعات العربية حربا مفتوحة على الإرهاب، ما هو المطلوب لاجتثاث إرهاب «داعش»؟ ●● سأتحدث هنا عن النموذج اللبناني، فالحرب التي يخوضها الإرهاب ضد لبنان حكومة وشعبا أحد أهم أسلحتها هو الإعلام، حيث يستعمل الإعلام للترهيب والتهويل وللتشكيك بقدرات الجيش اللبناني على مواجهة هذا الإرهاب، وبالتالي تتمظهر هنا المسؤولية الكبيرة على الإعلام في مواجهة هذا الإعلام الإرهابي المغرض وذلك لإبطال أهدافه ومبتغياته، فتصوير الجنود المختطفين للإيحاء بأنهم في أيد أمينة إضافة إلى تصريحات أهالي المختطفين والذين نقدر أوجاعهم كلها تأتي في سياق الترويج للإرهابيين والتهويل وإظهار المؤسسات الشرعية بصورة الضعيف المنكسر العاجز، هذه كلها أدوات في حرب إعلامية يخوضها الإرهاب ضدنا، ومهمة إعلامنا أن يتصدى لهذه الحرب بشتى الوسائل وبالمصداقية وبالعمل الصحفي المهني عبر الابتعاد عن الخطاب المذهبي والتحريضي المتطرف. وإطلاق سراح الجنود المختطفين هو هاجس الحكومة ورئيسها الأول، فتركيز الإعلام على تذكر اهالي المخطوفين لا يخدم هذه القضية بل يحقق أهداف الخاطفين. ● في ملف الجنود المختطفين، هناك اتهامات توجه لكم كحكومة أن قراركم في هذا الملف مرتهن لحزب الله، ما هو تعليقكم؟ ●● الحكومة شكلت لجنة وزارية برئاسة الرئيس تمام سلام وعضوية وزيري الدفاع والداخلية كما كلفت مدير عام الأمن العام للقيام بعملية التفاوض وعندما نقول التفاوض يعني كل ما يتضمنه من تكتيكات وموجبات تحقق الهدف المنشود وهو إنهاء الملف وإنقاذ العسكريين المختطفين، طبعا تحت سقف السيادة والكرامة والمصالح الوطنية، وبالتالي فإن قرار الحكومة كان واضحا في هذا الشأن بعيدا عن الارتهان أو التبعية لأي طرف كان، بالرغم من كل الضجيج الإعلامي الذي أثير حول هذا الموضوع. ● هناك قوى سياسية موجودة في الحكومة تحمل حزب الله مسؤولية ما يجري، ما هو تعليقكم؟ ●● هناك قوى سياسية في الحكومة لا سيما قوى 14 آذار موقفها واضح لجهة أنها تعترض ولا توافق على مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، فهل هذا التورط هو الذي أدى إلى حرب الإرهاب عبر «داعش» وأخواتها على لبنان؟ والجواب هو أن تورط حزب الله في سوريا قد يكون سببا وسببا كبيرا إلا أنه ليس السبب الوحيد لهجوم الإرهاب المتمثل ب«داعش» على لبنان. ونحن نتمنى كقوى سياسية أن ينسحب حزب الله من سوريا وأن يعتمد سياسة تحييد لبنان عن هذا الصراع، وعن المحاور الإقليمية. ● تتحدث عن مساندة الجيش، لكن هناك بعض الأصوات الوزارية لا ترغب في نقوية المؤسسة العسكرية، تعليقكم؟ ●● يمكنني أن أجزم لكم أن الحكومة مجتمعة وبكل أعضائها وأطيافها السياسية قد وافقت على الدعم الذي قدمته المملكة للجيش اللبناني، وهذا الدعم السعودي غير مستغرب فلطالما كانت المملكة إلى جانب لبنان حكومة وشعبا وجيشا ولطالما كانت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تدعم لبنان بكل المحطات والمواقف، وعندما تألفت هذه الحكومة قالها الرئيس سعد الحريري واضحة، إن هذه الحكومة هي حكومة ربط نزاع، وبالتالي لم يتخل أحد عن مواقفه السياسية، لكن الكل مجمع على ضرورة دعم الجيش اللبناني ودعم أي مساعدة تصل لهذا الجيش لتأدية واجبه في الدفاع عن لبنان واللبنانيين. ● نائب رئيس مجلس النواب مكاري قال إنه لا رئيس للجمهورية هذا العام، كيف ترى الأمر، فهل نحن مستمرون في الفراغ الرئاسي؟ ●● الرئيس مكاري وهو الصديق والحليف نظر إلى الأمور بتفاصيلها الحالية وأدلى بدلوه، ولكن حسب اعتقادي يجب علينا ألا نصرح بأنه لا انتخاب لرئيس في سنة أو سنتين بل علينا أن نؤكد دائما وأبدا أنه علينا انتخاب رئيس للجمهورية كي لا نكرس مفهوم الفراغ الحاصل. ● من يتحمل المسؤولية في عدم انتخاب الرئيس؟ ●● بكل وضوح، إن الذي يتحمل المسؤولية في هذا التعطيل هم الكتل السياسية المقاطعة لجلسات الانتخابات وأعني بذلك التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون، وحزب الله. ● هل تعتقد أن لبنان قادر على الانتصار فى حربه مع «داعش»؟ ●● أنا أتمنى أن ينتصر لبنان في حربه على التطرف المتمثل ب«داعش»، لا بل أكثر من ذلك، أنا مؤمن أن لبنان سينتصر في هذه المعركة لأن هذا البلد مؤمن بالتعايش وبالديمقراطية ويرفض التطرف الذي لا يمثل أي فئة من فئات المجتمع اللبناني.