تضع المسنة فاطمة محمد يدها على قلبها كلما تلبدت السماء بالغيوم، فالسيدة التي تجاوز عمرها سبعين عاما، تخشى أن تهطل الأمطار فتحول منزلها المتهالك في محافظة البرك في عسير إلى مستنقع كبير، يصدر لها الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، وتضطر إلى الرحيل منه إلى جهة غير معلومة حتى تجف المياه. ولم تقتصر معاناة المواطنة عند هذا الحد، فهي تعاني من ظروف قاسية، إذ داهمت الأمراض جسدها المتهالك وباتت غير قادرة على التحرك إلا بصعوبة، ولا تجد من يقف معها في تدبير شؤون حياتها سوى شخص يدعى شامي، فضلا عن أنه لا يوجد لديها أي دخل إلا الضمان الاجتماعي ولا يزيد على 800 ريال، فهي لا تكفي مستلزمات الحياة وغير كافية لتأمين المصروف الشهري وسداد فواتير الكهرباء ولا تكفي لتأمين العلاج أو الكساء وغيرها. وقالت فاطمة: «على الرغم من كل الظروف، إلا أني تعلمت أن أكون صابرة وراضية بقضاء الله وقدره على ما أصابني من الهم طوال حياتي، وليس من عادتي أن أطلب المساعدة من أحد، إلا أن الظروف والخوف والحاجة هي السبب الرئيسي وراء كل هذا، وبالتالي لا يمكن لي أن أبقى مكتوفة اليدين»، متمنية ترميم منزلها ومساعدتها لمواجهة نوائب الدهر التي تتكالب عليها.