أكد رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية وأستاذ الموارد المائية ومنسق برنامج إدارة الموارد المائية وبرنامج الهيدروجيولوجيا بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتور وليد خليل زباري تعاظم تحديات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشأن تزويد المياه بشكل مستدام للأنشطة التنموية المختلفة؛ بسبب محدودية الموارد المائية الطبيعية المتاحة، وتصاعد الطلب وتنافس القطاعات المستهلكة؛ نتيجة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وما يصاحبها من نمو سكاني. وأشار الدكتور زباري، قبيل انعقاد مؤتمر الخليج الحادي عشر للمياه الذي تعقده جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية في الفترة 20 و22 أكتوبر الجاري، حول موضوع «كفاءة المياه» ودورها في تحقيق الإدارة المستدامة للمياه في دول التعاون، إلى أن التحدي الذي يواجه الدول الخليجية ينذر بالخطر في المستقبل القريب جراء ندرة المياه وتتعاظم تكاليف إمداداتها. وقال: «تحت ظروف الجفاف الحالية في دول المجلس، لا يمكن تحقيق استدامة المياه بمعناها الفيزيائي في معظم دول المجلس، فلا توجد فيها أنهار أو مياه جوفية متجددة يمكن المحافظة على استدامتها، ويبقى أمام دول المجلس تحقيق الإدارة المستدامة للمياه، عبر تزويد المياه بالكمية الكافية والنوعية المطلوبة لمختلف القطاعات التنموية، بأدنى قدر من التكاليف المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، من حيث القيمة المضافة من استخدام المياه والمساهمة في التنمية الوطنية»، موضحا أن قضية «كفاءة المياه» تعني كفاءة إمداد المياه، وكفاءة استخدامها، وتدويرها، وإعادة استخدامها، والتخطيط على المدى الطويل للاستخدام الكفء للموارد، وتعكس تحولا رئيسيا في نهج إدارة الموارد المائية بعيدا عن الأسلوب التقليدي لإدارة العرض إلى إدارة الطلب على المياه، لافتا إلى أن كفاءة المياه تساعد في الحد من الإسراف في استخدام الموارد، إذ غالبا ما تؤدي تدابير الكفاءة إلى تفادي أو تأخير الحاجة لاستثمارات البنية التحتية، وتقليل العبء على الموارد المالية وموارد الطاقة الحالية، مؤدية إلى توفير مكاسب حقيقية للمجتمع. يتحدث في المؤتمر أكثر من 15 متحدثا رئيسيا من العلماء الخليجيين والعرب والعالميين يناقشون50 ورقة تم اختيارها من بين أكثر من 100 ورقة قدمت للمشاركة بالمؤتمر. يشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات، الأولى ستكون خاصة بدول المجلس تقدم فيها كل دولة من دول المجلس ورقة قطرية حول التحديات التي تواجهها في مجال كفاءة المياه وإنجازاتها في التغلب عليها. والثانية جلسة تنظمها منظمة الإسكوا حول العملية الانتقالية من الأهداف الإنمائية للألفية لأهداف التنمية المستدامة وتبعات ذلك على المنطقة العربية. والجلسة الثالثة وهي حوارية حول مستقبل التحلية في العالم، يشارك فيها ممثلون عن مناطق العالم المختلفة وتنظمها جمعية التحلية العالمية. يصاحب المؤتمر معرض يضم أحدث التقنيات في مجال علوم وتقنية المياه لإتاحة الفرصة للمشاركين للاطلاع على أحدث المنتجات والابتكارات العلمية والتقنية في مجال كفاءة المياه المختلفة. تتطرق جلسات المؤتمر إلى العديد من المواضيع ذات الصلة بتحسين كفاءة الإدارة في قطاعات مصادر المياه (الجوفية، المحلاة، المعالجة) والقطاعات المستهلكة لها (البلدية والزراعية والصناعية)، مثل أسلوب الحوكمة المناسب ومشاركة أصحاب المصلحة، والاعتبارات التشريعية، والتقنيات المبتكرة، ورفع مستوى الوعي، وتنمية القدرات، واحتياجات البيانات وعملية اتخاذ القرار الشفافة، والتحليل الاقتصادي والفوائد، والعديد من العوامل الأخرى ذات الصلة بقضية كفاءة المياه. يهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي والتأثير على السياسات والقرارات المائية حول أهمية تحسين كفاءة المياه كخيار فعال، من حيث التكلفة للمساهمة في تحقيق الإدارة المستدامة للمياه في دول مجلس التعاون الخليجي؛ وتحديد التحديات والفرص في مجال تحسين كفاءة المياه في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية والسياسية السائدة.