تعقد المحكمة الإدارية بديوان المظالم في جدة مطلع محرم المقبل جلسة جديدة لاستكمال النظر في دعوى مواطن ضد أمانة جدة يتهمها بالإهمال والتسبب في وفاة ابنه الشاب أنور، إثر صعقة كهربائية أصابته قبل أكثر من 30 شهرا من أسلاك مكشوفة في عمود إنارة في جدة بحديقة في جدة. وأكد المواطن محمد الكعبي ل «عكاظ» أنه يواصل دعواه القضائية ضد أمانة جدة، حيث يوجه لها تهمة التقصير والإهمال والتسبب في وفاة ابنه؛ كونها الجهة المسؤولة عن متابعة وصيانة الحدائق وما فيها، متمنيا أن تجد قضيته ذات الاهتمام الذي تفاعل معه المجتمع في حادث شارع التحلية الأخير. وروى والد أنور بقوله: إن ابنه توفى في حديقة في جدة، حيث كان يلعب الكرة، وأخذ قسطا من الراحة واتكأ على عمود إنارة كان منزوع الغطاء، فتعرص لصعقة كهربائية قاتلة، مطالبا بمحاسبة المتسبب وتعويضه عن فقدان ابنه، لا سيما أن كل جهة أصبحت ترمي بالمسؤولية على الجهة الأخرى، الأمر الذي دعاه إلى طلب معونة قضائية من المحامين لمساعدته على متابعة دعواه؛ كونه غير مقتدر ماديا وغير ملم بأنظمة القضاء ولا يجيد المرافعة والمدافعة أمام الأمانة التي تتسلح بقانونيين يحولون الرد على الدعوى بالتنصل من المسؤولية. واتهم والد أنور الأمانة بالتنصل من المسؤولية كما تنصلت الشركة التي تسلمت أعمال المقاولة، لافتا إلى أنه ما زال في طور إعداد مذكرة اتهام جديدة ضد إحدى شركات الصيانة التي تعاقدت معها الأمانة. وتتلخص وقائع الدعوى بأن الشاب أنور ابن المدعي كان يلعب كرة القدم في حي البوادي، وخلال اللعب اتكأ على عمود إنارة مكشوف الأسلاك مما أدى إلى حدوث صعق كهربائي للشاب أنور وتوفى على إثره (رحمه الله)، وبذلك فإن سبب الوفاة ناتج عن صعقة كهربائية من أسلاك مكشوفة أدت إلى الوفاة كما هو مدون في شهادة الوفاة. وأجابت أمانة جدة على الدعوى من خلال مستشارها القانوني ممثل الأمانة أمام المحكمة الإدارية في ديوان المظالم بقوله: إن الأمانة تعاقدت مع إحدى شركات الصيانة المتخصصة لصيانة شبكة الإنارة في وسط وشمال جدة، مبينا أن نص العقد المبرم بين الأمانة والشركة في الباب الثالث في البند المتعلق بالتزامات المقاول وتحديدا في الفقرة العاشرة منه على ما يلي: (يلتزم المقاول خلال فترة تنفيذ العقد بما يلي، ج- المحافظة على أغطية (باب) فتحة علب الفيوزات (المصهرات) بالعامود مركبة ومغلقة، وذلك لجميع الأعمدة وأن تكون لهذه الأغطية مفصلات وأن تكون محكمة الغلق، وأي ضرر يحدث للغير نتيجة ذلك أو سوء تنفيذ في العمل أو التوصيلات الكهربائية أو العزل الكهربائي يصبح المقاول هو المسؤول الوحيد أمام أي جهة أخرى). وأضاف ممثل الأمانة في رده للمحكمة بناء على ما ورد في المادة السابقة يتضح للمحكمة عدم توافر الصفة بالنسبة للأمانة، حيث أن المادة جاءت صريحة وواضحة من حيث أن المقاول هو المسؤول الوحيد أمام أي جهة عن أي ضرر يصيب الغير نتيجة إخلاله بتنفيذ التزامه، لافتا إلى أن الصور التي قدمها والد المتوفى توضح عدم تركيب غطاء (باب) للعمود الذي وقع عليه الحادث ما أدى إلى وقوع الحادث فإن المقاول يكون بذلك قد أخل بالتزامه ويكون نتيجة لذلك مسؤولا عن أي ضرر يحدث للغير. وتابع: «من هنا يتضح عدم توافر ركن الخطأ بالنسبة للأمانة والذي هو أحد أركان المسؤولية الموجبة للتعويض، وذلك لأن الخطأ وقع من جانب المقاول الذي أخل بالتزامه ولم يقم بالصيانة اللازمة التي تنص عليها وعلى العقد وهو ما يعني أن الخطأ يتحمله المقاول وحده فقط، وانتهى ممثل الأمانة بطلبه عدم قبول الدعوى لرفعها على غير ذي صفة. وهاتفت «عكاظ» الشركة المقاولة التي لديها عقد الصيانة مع الأمانة لمتابعة وصيانة أعمدة الإنارة إلا أن الأرقام المتوفرة كانت خارج الخدمة.