في الوقت الذي انضمت فيه بلجيكا وهولندا واستراليا للتحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي تعهد مقاتلون أكراد أمس بالمضي في جهودهم للدفاع عن بلدة كوباني الحدودية السورية في مواجهة مسلحي تنظيم داعش الذين يقصفونهم بالمدفعية الثقيلة. ويحارب التنظيم المتشدد منذ أكثر من أسبوعين للسيطرة على البلدة ذات الأغلبية الكردية مما أدى إلى لجوء 180 ألف شخص إلى تركيا. ورغم القتال العنيف مع تساقط قذائف المورتر بغزارة على مناطق سكنية في كوباني ورغم النيران الطائشة على الأراضي التركية شوهد نحو 30 شخصا يعبرون من تركيا للمساعدة فيما يبدو في الدفاع عن البلدة. وقال عصمت الشيخ رئيس هيئة الدفاع في كوباني إن القتال مازال مستمرا وإن مسلحي داعش يطلقون أيضا قذائف المورتر على وسط البلدة لكن المقاتلين الأكراد مسلحين بالأسلحة الخفيفة. وأضاف وسط دوي أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة من الجانب الشرقي للبلدة «إذا دخلوا كوباني ستكون مقبرة - مقبرة لنا ولهم ولن نسمح لهم بالدخول ونحن أحياء مستحيل أن ننسحب مستحيل هذا خط أحمر بالنسبة لنا.. لن نطلع إما نموت أو نربح». وقال اسماعيل اسكين وهو صحفي في البلدة إن معنويات المقاتلين مازالت مرتفعة «لأن الناس يدافعون عن ترابهم». وأضاف «لن يدعوا داعش تحتل كوباني». يشار الى ان التنظيم الإرهابي يحاول السيطرة على كوباني لتعزيز اجتياحها المباغت لشمال العراقوسوريا. وأثار ضرب الأعناق والقتل الجماعي والتعذيب الذعر من التنظيم في المنطقة حيث تخلو القرى من سكانها. وقالت جماعة مراقبة ومصادر محلية إن مقاتلة كردية قرب كوباني فجرت نفسها أمس الأول بعد أن نفذت منها الذخيرة. من جهة اخرى نفت مصادر تقارير جرى بثها بأن عناصر داعش يجوبون شوارع كوباني، لافتة إلى أن المقاتلين الأكراد يصدونهم لكن الوضع في البلدة التي انقطعت امدادات المياه والكهرباء عنها يزداد سوءا. وتستقبل مستشفيات تركية أعدادا مطردة من المقاتلين الأكراد الجرحى. وقال شهود فروا من كوباني إنه تم توزيع قنابل يدوية على السيدات كبار السن لرميها كما أعطيت الشابات اللاتي لا يملكن خبرة قتالية أسلحة وأرسلن إلى جبهات القتال. وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تعهد مطلع الأسبوع بالرد إذا هاجمت داعش القوات التركية وانتشرت دبابات تركية أمس على طول الحدود للمرة الثانية خلال أسبوع ووجهت مدافعها صوب سوريا ردا فيما يبدو على نيران طائشة عبرت الحدود.