لم ييأس الحاج الجزائري محمد، بمرور الوقت وبلوغ الشيب، من أن يبر والدته بوعد مرافقتها في رحلة العمر لأداء فريضة الحج. ومع مرور السنوات، كان يؤمن الجزائري أن الله تعالى لن يخيب رجاه الذي لطالما كان يردده صباح مساء، وهو لا يملك من أمره شيئا، حتى جاء اليوم الموعود لتتحقق أمنيته ويزف البشرى لوالدته المسنة التي باتت لا تقوى على التنقل والتحرك إلا بعربة متحركة، ويخبرها أن الله تعالى استجاب لدعوته ورزقهما أداء الحج لهذا العام. وتناسى الحاج محمد عناء التعب والإرهاق وهو يجر عربة والدته المسنة (85 عاما) متنقلا بها بين المشاعر المقدسة، ويقف بها على صعيد عرفات الطاهر، رافعا أكف الضراعة أن يتقبل الله عز وجل عمله، فيما كانت والدته تلهج بالدعاء أن يمن عليها الله تعالى بفضله ليرحمها، ويرحم فلذة كبدها الذي آثر على حملها ذهابا وإيابا. وقال الحاج محمد: سعادتي لا توصف وأنا أجمع بإذن الله بين فضل يوم عرفة على الصعيد الطاهر، وبر والدتي، وكلها من أفضل الأعمال، ويكفيني الوصول إلى هذه البقعة الطاهرة، ودعاء والدتي لي بخالص الدعاء لله، سائلا الله عز وجل أن يكملا حجتهما ويعودا لأهلهما سالمين غانمين.