رصدت عدسة (واس) أحد رجال الأمن، وهو يقف بقلب وجل خاشع لله عز وجل، ملتزما جدار الكعبة المشرفة، في المكان المسمى (الملتزم)، يسأل الله المغفرة والرحمة، وأن يتم على ضيوف الرحمن أداء نسكهم، وأن يتقبل منهم حجهم، وأن يعينه وزملاءه رجال الأمن في هذه البلاد المباركة على حمل أمانة وشرف العناية بضيوف الرحمن، وخدمتهم، إلى أن يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين إن شاء الله، مستشعرين قول الله عز وجل (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر). و«الملتزم» هو مكان الالتزام من الكعبة فيما بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة، وسمي بالملتزم لأن الناس يلزمونه ويدعون الله عنده. ويسن وضع الخد وبسط اليد وإلصاق الوجه والصدر في هذا الموضع من البيت، فقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وإن أحب أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحجر الأسود والباب، فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه، ويدعو، ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع، فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة».