فجعت الأحساء بالأمس القريب بموت الطفلة «عائشة» الدارسة في الصف الثالث الابتدائي وإصابة أختها التي تدرس في الصف الأول الابتدائي بجروح خطيرة بحادثة دهس من قبل حافلة مدرسية أثناء نزولهما من حافلة مدرسية أخرى. السؤال: هل كانت «عائشة» هي الأولى التي ذهبت لذات السبب وتحت نفس الظروف؟ الجواب: لا. إذن نحن بانتظار عائشة أخرى تقتلها نفس الآلة وبنفس الملابسات. لقد قمت بمتابعة عشوائية لأحد سائقي الحافلات المدرسية لمعرفة السلوك الذي يتبعه أثناء القيادة وأثناءإركاب وإنزال الطالبات فوجدت ما يشيب له الرأس مما يدل وبشكل قطعي أن هذا السائق لم يتعرض يوما ما لأي نوع من أنواع التدريب لتأهيله في أداء وظيفته على الوجه الصحيح، بل إنه لم يقم أحد ما بمراقبته فضلا عن محاسبته. إن وزارة التربية والتعليم انشغلت بإعادة اختراع العجلة وذلك بتطوير حافلاتها فذهبت تجوب العالم لتحضر أفضل الحافلات وأكثرها كلفة ولكنها نسيت أو تناست من سيقود تلك الحافلات وأنهم أكثر أهمية من الحافلات نفسها، إن طريقة (إركاب وإنزال) الطلبة من وإلى المدرسة هي نفسها التي نعرفها منذ ثمانينيات القرن الماضي لم يحدث فيها أي تعديل وتطوير. ما نريده أن تتحرك أنامل المسؤول لتبحث في الشبكة العنكبوتية عن خطط إركاب وإنزال الطلبة وتنظر ما توصل له العالم خارج الأسوار وتستفيد منه. إدارات المرور ليست بريئة هي الأخرى من حادث «عائشة»، فشوارعنا مليئة بالمخالفات الظاهرة ورجال المرور خلت منهم الشوارع والذين اقتصر دورهم على إيقاف وتشغيل إشارات المرور في ساعات الصباح الباكر مع ترك مهامهم الأساسية للمتعهد الخارجي ما هو إلا دليل على قصور الخطط من أجل الحفاظ على سلامة الجميع. فاختبارات الحصول على رخصة القيادة هي نفسها التي كانت تمارس منذ عقود إن لم تكن أقل صرامة، فبمجرد ما تقوم بركن سيارتك بشكل مقبول أصبح حصولك على رخصة القيادة مضمونا. وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الأمانات والبلديات ليست هي الأخرى بمعزل عن هذا الحادث. فإن ما كان مقبولا قبل 40 سنة لم يعد مقبولا اليوم خصوصا مع الطفرة السكانية الهائلة وكذلك الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة. وذلك في ما يخص التخطيط في مسارات الشوارع. أشرف بن محمد الجغيمان