في مساء يوم الجمعة من شهر القعدة عام 1379ه، توجه الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار، والأستاذ عبدالمجيد علي إلى الطائف إلى موقع سوق عكاظ، وطلب الأستاذ العطار من صديقه عبدالمجيد الذي كان يقود السيارة أن يتجول به في موقع سوق عكاظ التاريخي، وهنا سأل الأخ عبد المجيد، وهو ما زال حيا يرزق وعضوا في عكاظ، سأل الأستاذ العطار: ما هي الغاية من هذه الجولة التي دوختني؟ فرد عليه العطار قائلا: حرصت على هذه الزيارة على أمل أن أستوحي منها كتابة تاريخها، فليس من رأى كمن سمع. وفي المساء، وهما في طريقهما عائدين إلى جدة، قال الأخ عبدالمجيد علي: إنه سيزور أمه. فقال العطار: فرصة يا بو المجد ارميني عند الأخ محمد عمر وروح أنت. وبالصدفة، كنا يومئذ أنا وصديقي الأستاذ عبدالله جفري في زيارة لأستاذنا الكبير محمد عمر توفيق في مجلسه بالبقالة التي أنشأها في باب مكة في آخر حي جرول. ودخل علينا الأستاذ العطار وهو منتشٍ، وما إن استقر على الكرسي حتى قال: أبشرك يا بو فاروق سأصدر قريبا جريدة عكاظ، فقد صدر التصريح لي بذلك. وقد اتفقت مع أخي عزيز ضياء أن يتولى إدارة الجريدة وتبقى لي رئاسة التحرير. فهنأه الأستاذ محمد عمر، وهنا كانت فرصة لنا أن نتعرف على علم من أعلام بلادنا، وهو الأستاذ العطار. ولم يكد يمضي نصف ساعة حتى دخل علينا الأخ عبدالمجيد علي ومعه طبق منتو ووضعه على طاولة الأستاذ محمد عمر، وقال: يشرفني أن تتفضلوا بتناول المنتو وهو من صناعة والدتي. فقال العطار: يالله احنا مستعجلين. وما إن خرج العطار حتى قال الأستاذ محمد عمر: أعتقد أنه لن يطول الانسجام بين العطار وعزيز ضياء، فالأول يلبس فوطة، والثاني يلبس شورت. وصدرت عكاظ في 3 ذي الحجة 1379ه الموافق 28/5/1960م، وكتب فيها الأستاذ عباس محمود العقاد الكاتب المصري الكبير أكثر من مقال. لكن الأستاذ العطار فوجئ، ذات يوم، بخبر من تبوك، وكانت قرية في شمال المملكة وصلت إليها عكاظ، وهي بالمناسبة أسبوعية، وقد قام أحد الزبائن بإحراقها.. وتبين فيما بعد أن الرجل لا يضمر شرا لعكاظ.. لكن بقي السر خافيا وغامضا إلى يومنا هذا. ومرت بضع سنوات وصدر الأمر بتحويل الجرائد الفردية إلى مؤسسات صحفية يشترك فيها العشرات من أهل الفكر والمال والأعمال، وأصبحت عكاظ مؤسسة، وانسحب منها العطار، وبقي فيها عبدالمجيد علي إلى يومنا هذا بعد وفاة مؤسسها رحمه الله. السطر الأخير: لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه