تستعد «نورة» حاليا لمغادرة مؤسسة الرعاية الاجتماعية في جدة، بعد انتهاء محكوميتها، إلا أن الفتاة التي أطفأت الشمعة ال21 من عمرها، تأكد لها أن أبواب أسرتها موصدة في وجهها وأن عودتها تعني المغامرة وحدوث ما لا يحمد عقباه، من أشقائها الذين يتوعدونها ويرفضون عودتها بدعوى أنها جلبت لهم العار. وتؤكد الفتاة أنها وافقت على الانتقال إلى مقر دار الضيافة مؤقتا، ريثما تجد مخرجا لها في ظل وساطات أسرية تقودها والدتها الطاعنة في السن لإقناع إخوانها بالصفح عنها والسماح لها بالعودة. وقالت نورة إنها فتحت صفحة جديدة في حياتها من خلال برامج مؤسسة الرعاية، مؤكدة أنها قادرة على تجاوز التجربة المريرة التي عاشتها، واستفادت من خطئها، وستدخل في تحد لإثبات حسن سيرتها وإقناع أهلها بأنها فتاة نافعة في مجتمعها. في المقابل، أكد ل«عكاظ» أحمد الغامدي الناطق الإعلامي للشؤون الاجتماعية في جدة أن الدار تتولى مسؤولية استقبال وإيواء وتأهيل السيدات اللاتي انتهت محكوميتهن وترفض أسرهن استلامهن، موضحا أن الدار مقر مجهز وملحق بالشؤون الاجتماعية. وقال الغامدي: «الدار ترحب بهن كنزيلات أو كضيوف وتقدم لهن خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية وتعمل من خلال أخصائيات على إعادة تأهيل النزيلة ودمجها في المجتمع من خلال إكمال دراسة من ترغب منهن في الدراسة أو توفير وظيفة لها إلى حين انتهاء مشكلتها مع أسرتها»، لافتا إلى أن النزيلات محل ضيافة الشؤون الاجتماعية وهن إما يدرسن في مدارس أو جامعات أو معاهد أو يعملن في وظائف ويتم توفير المواصلات لهن ذهابا وإيابا من قبل الدار برفقة أخصائيات دار الضيافة. وأكد أن الدار محكومة بضوابط محددة، مبينا تنوع القضايا التي تورطن فيها السيدات ما بين أخلاقية أو مخدرات أو عراك أو ديون أو سلوكيات خاطئة أو نحو ذلك، معلنا أن الدار بصدد تنظيم بحوث ودراسات لمعرفة نوع وحجم الحالات وتصنيفها، مشيرا إلى أن أكثر الحالات تكون الأسرة ترفض عودتها أو استلامها، في حين يوجد حالات نادرة لفتيات هن من يرفضن العودة للأسرة. وأفاد الغامدي أن جهود الدار أسهمت في خفض عدد السيدات اللائي ترفض أسرهن استلامهن بنسبة تزيد على 50 في المئة، مشيرا إلى أن تجاوب الأسر يكون وفق نوع وتداعيات الجريمة التي وقعت فيها الفتاة. وذكر أن دار الضيافة تتعامل مع أي فتاة على أنها إنسانة ليس لها علاقة بما قد اقترفته من جرم كونها نالت العقوبة الشرعية ولا يمكن معاقبتها مرة أخرى عقوبة اجتماعية، مشددا على أهمية الأخذ بيدها حتى لا تتحول إلى ضحية أسرتها والمجتمع. وأعلن أن الدار تنظم العديد من الأنشطة المنوعة لتحفيز فتيات الدار على ممارسة النشاطات المتنوعة وفنون الطبخ، فضلا عن برامج ترفيهية ودورات ومحاضرة تحثهن على الإيمان والصبر وتقوي من عزيمتهن. من جهته، بين ل«عكاظ» رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم (تراحم) المستشار القانوني الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ أن اللجنة يدها ممدودة ومستعدة لتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الفتاة، لأن من صميم عمل اللجنة الاهتمام برعاية أسر السجناء والمفرج عنهم رعاية شاملة، مؤكدا أن اللجنة تسهم في إصلاح ذات البين ولديها برامج منوعة، داعيا لتنسيق الجهود والعمل على رعاية السجينات وتأهيلهن ودعمهن ماديا ومعنويا وإيجاد وظائف لهن.