وجّه الكاتب (أديب الآغا) نقدا لاذعا، لبعض الإعلاميين والإعلاميات، الذين هجروا اللغة الفصحي في الفضائيات العربية، ومهد لمقالته بقوله: «سيبويه اقتلع آخر شعرة من رأسه، وهو يسمع أغلب البرامج في الفضائيات العربية، تهمش لغة الضاد بطريقة عجائبية، ومقززة في آن معا، بل ويتعمد أغلب مقدمي البرامج إقحام مفردات أجنبية، ما أنزل الله بها من سلطان!». *** دفعتني مقالة الرجل، للعودة إلى المادة (17) من السياسة الإعلامية السعودية، الصادرة عام 1402ه (1981م) التي جاء في ديباجتها أنها «تطلق على المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام في المملكة ويتطلبها» أما المادة نفسها فأدون نصها، عل من بيده القرار، يعالج هذا الاعتداء السافر على العربية الفصحى، الآتي على أفواه بعض المذيعين والمذيعات، ممن هم في حاجة إلى من يصنع لهم الدواء، للعلاج من الداء، أقول هذا وأنا أشعر بالاشمئزاز، من عالم الأخطاء اللغوية الفاحشة، فهل من يسمع؟ ومن يصغي؟ ومن يوقف هذا السيل الجارف من الأخطاء اللغوية؟ من إذاعي يرفع المفعول به، وإذاعية تنصب الفاعل، أما ما بعد حروف الجر، فمنصوب تارة، ومرفوع تارة أخرى. *** تنص المادة (17) من السياسة الإعلامية السعودية على ما يلي: يوقن الإعلام السعودي، بأن العربية الفصحى هي وعاء الإسلام، ومستودع ثقافته، وموئل تراثه، ولهذا فهو يحرص أشد الحرص على: 1- توجيه الكُتّاب ومقدمي البرامج، إلى الالتزام بقواعد الفصحى نحوا، وصرفا، وسلامة في التعبير، وصحة في استعمال الألفاظ. 2- توجيه المذيعين، ومقدمي البرامج، ومديري الندوات، وغيرهم، إلى وجوب استعمال الفصحى، والاحتراز من الوقوع في أي خطأ من أخطاء النطق، سواء أكانت نحوية أم صرفية، والالتزام بقواعد الأداء السليم المتفق مع أصول العربية. 3- الحرص على تنقية المادة الإعلامية، التي تقدم عبر وسائل الإعلام جميعها، من كل ما ينال من اللغة العربية الفصحى، أو ينفر منها، أو يقلل من أهميتها. 4- الارتفاع بلغة البرامج الشعبية، التي تقدم باللهجة العامية شيئا فشيئا، وإحلال الفصحى المبسطة محل العامية. 5- تشجيع البرامج التي تخدم الفصحى، وتقويها لدى الخاصة، وتحبيبها إلى نفوس العامة، ودعم المسرحيات والمسلسلات التي تقدم بها. 6- الإسهام في تعليم الفصحى لغير الناطقين بها، من أبناء الشعوب الإسلامية، وفق أحدث الأساليب العلمية والتربوية. *** «من أمن العقوبة أساء الأدب» ولذلك لا بد من عقوبة بحق المذيعين والمذيعات المخطئين في الفصحي، تبدأ بلفت النظر في المرة الأولى، وفي الثانية إنذار، وفي الثالثة طرد، وصدقوني انتهى زمن القدرة على ضبط النفس، وحتى الشكوى والتذمر.