نشرت (عكاظ) يوم قبل أمس السبت تصريحا لأستاذنا الدكتور محسن بن علي الحازمي رئيس لجنة الصحة في مجلس الشورى أكد فيه أن وزارة الخدمة المدنية تدرس حاليا زيادة رواتب الكادر الصحي بمن فيهم الأطباء وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء عليه، ومؤكدا أيضا أن وزارة الصحة مطالبة برفع سقف رواتب الأطباء والكوادر الصحية المميزة سواء من الداخل أو الخارج لأن رواتب الأطباء ليست كافية لجذب الأطباء من الخارج فضلا عن الداخل، فكثير منهم يفضلون القطاع الخاص بسبب الرواتب العالية المجزية. ونظرا لضيق المساحة أرجو من أستاذنا العزيز أن يسمح لنا بالاقتصار على مناقشة وضع أطباء الداخل، أي أبناء الوطن الذين اعتصروا أعمارهم في دراسة الطب واعتصروا ما تبقى من العمر في العمل وسط بيئة صعبة ومسؤوليات جسيمة وإرهاق ذهني وجسدي. هؤلاء بكل فئاتهم ابتداء من الطبيب المقيم إلى الاستشاري في أعقد التخصصات لا يزالون عملة نادرة من حيث أعدادهم مقارنة بحاجة الوطن حاضرا ومستقبلا، وقد نادوا كثيرا بالالتفات إلى أوضاعهم لكنهم لم يحظوا بشيء غير التفضل عليهم بطريقة التقطير بين فترة وأخرى وبما لا يتناسب مع أوضاعهم. صحيح أن الكادر الصحي الأخير أضاف بعض التحسن على رواتبهم، لكنه ليس كافيا، ثم جاء اختراع بدل التميز وبدل الإشراف وما شابههما ليخلق فوضى وتمايزات ومجاملات لأنه مسألة تقديرية تعطي البعض وتحرم البعض، والأهم من كل ذلك أن هذا الطبيب سوف ينتهي به الحال عند التقاعد إلى فتات حقير لأن معظم راتبه بدلات تتبخر عند حساب التقاعد. يا أستاذنا الكريم: إذا أردتم إنصاف الأطباء، فبالإضافة إلى تحسين كادرهم نرجوكم تبني مسألة احتساب بدل التفرغ ضمن الراتب الأساسي لأن الطبيب أصلا متفرغ لعمله في وزارة الصحة ولا يجوز له العمل في مكان آخر، وقد صدرت بذلك تعليمات سابقة لضم بدل التفرغ لكن مماحكات المسؤولين وتخريجاتهم واجتهاداتهم عطلت الموضوع إلى الآن. بإمكان الطبيب أن يتحايل ويذهب إلى القطاع الخاص ويجني ما يأخذه من وزارة الصحة مع البدلات في أسبوع، لكن الملتزم بالنظام لا يفعل ذلك ويستمر رهينة الفتات الذي يأخذه من الكادر الصحي. الأطباء لدينا كلهم يعانون من هذا الوضع الذي لا يليق بهم، ولا يستحقون هذا التعامل المهين، وإذا أردنا خدمة طبية ملتزمة لأطباء في حالة نفسية وذهنية جيدة فعليكم بإنصافهم بشكل كامل، بحيث لا تنتهي معاناتهم في العمل إلى تقاعد مشين بعد أن يذهب الزمن برحيق العمر.