كشفت مباراة الاتحاد أمام العروبة مساء الجمعة الماضي عن اهتزاز الفريق الجماهيري الكبير وعدم جاهزيته لخوض مباريات دوري جميل ومسابقة ولي العهد بالقوة والتماسك اللذين تنتظرهما الجماهير الاتحادية من النادي.. لعب الفريق منذ اللحظة الأولى بدون هوية وبطريقة شديدة الارتباك.. وغاب الوسط الفعال على مدى الشوطين باستثناء دور لاعب الوسط الشاب (باجندوح).. فيما لعب محمد نور واحدة من أسوأ مبارياته في جانب أداء وظائفه كحزام وسط.. وقائد مجموعة.. وترك مساحات كبيرة أمام انطلاقات لاعبي العروبة.. فيما لعب أحمد عسيري المباراة بمجهود ذاتي فردي أثمر عن رفعة الهدف الثاني الحاسم.. وإن غاب دوره التكاملي في منطقة الوسط.. ومال في أدائه للأداء الهجومي أكثر من الدور الدفاعي.. وعالج بعض أخطاء توهان الجناح الأيمن «عبدالفتاح عسيري» واجتهاداته غير الموفقة في هذه المباراة التي لعبها «كيفما اتفق»، بينما خلت منطقة الوسط الأيسر من اللاعب المجيد للحركة والتقدم بالهجمة واقتصرت على تقدم الظهير الأيسر «محمد قاسم» ومحاولاته في الاختراق والتقدم على حساب حماية خط الظهر.. فيما غاب دور المحور الذي يسد مسده في مثل هذه الحالات؛ نظرا لتقدم أحمد عسيري أكثر الوقت. وتكرر انكشاف منطقة وسط دفاع الفريق لعدم توفر التغطية الكافية وضعف التجانس بين (باسم المنتشري) و(طلال العبسي)، في ظل غياب الأردني محمد الضميري وأسامة المولد عنها.. فيما كانت منطقة الظهير الأيمن (راشد الرهيب) مسرحا سهلا لهجمات العروبيين؛ نظرا لغياب الظهير الاتحادي عن هذا المركز طوال الموسم الماضي.. •• أما الهجوم فقد كان اللاعب (مختار فلاتة) معزولا في المقدمة؛ نتيجة بطء حركة اللاعب البرازيلي (ماركينهو) وعدم جاهزيته النفسية واللياقية للحركة على مدى الشوطين.. الأمر الذي دفع بالمدرب إلى استبداله في الشوط الثاني.. لأن مسؤوليته كمحور (صانع ألعاب) كانت معطلة وبالذات في ظل الصدام بين دوره هذا وبين دور (محمد نور) الذي لعب بطريقته المألوفة في الاحتفاظ بالكرة وقتل الهجمة وعدم الربط بين الدفاع والوسط والهجوم، وكان يجب استبداله منذ وقت مبكر.. لكن القرار لم يصدر لأسباب غير معروفة.. •• هذه الفوضى في خطوط الفريق الثلاثة تشير إلى: (1) أن الفريق في أزمة فنية تفرض عليه الإسراع في اختيار مدرب قادر ومؤهل وفي مستوى سمعة الاتحاد وتاريخه ونجوميته وطموحات جماهيره. (2) أن إدارة الفريق غارقة في المجاملات.. وربما تتدخل في شؤون المدرب الفنية، لأن بصماتها في اختيار التشكيلة واضحة وقوية وكذلك في التغييرات أيضا.. (3) أن تشكيلة الفريق غير المستقرة حتى بدء مسابقات الدوري تؤكد أن الفريق يسير في مهب الريح وأن الأمور في النادي تسير بعشوائية.. وأن الإنقاذ مطلوب بصورة فورية وعاجلة لانتقاء الشخصية القيادية القادرة على اتخاذ قرارات قوية وشجاعة ومبنية على أساسين: (أ) الفهم الصحيح لاحتياجات الفريق في كل مباراة من النواحي الفنية والإعدادية والنفسية. (ب) الإحساس بمشاعر الجماهير العظيمة التي حضرت مباراة الجمعة بكثافة وفجعت في مستوى فريقها وفي تفكك أوصاله وغياب هويته. •• وإذا لم يعالج هذا الوضع فإن الاتحاد سيمنى بهزائم كبيرة في المباريات القادمة لاسيما في ظل تقدم الشباب والهلال والنصر.. ومن أعذر فقد أنذر.