أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، أن حلف شمال الأطلسي وافق بالإجماع على ضرورة التحرك بشكل فوري لمواجهة خطر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأنه يشكل تهديداً لأعضاء التحالف. وقال في مؤتمر صحفي بعد اجتماع قمة، إن حلفاء رئيسيين في الحلف يقفون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الخطر الإرهابي من خلال العمل العسكري والاستخبارات وإنفاذ القانون وكذلك الجهود الدبلوماسية. لكنه أكد أن التحالف الدولي بحاجة إلى أن «يتعدى دائرة الدول الغربية ليضم دولا ذات أغلبية سنية ترفض هذا النوع من التهديد الذي يمثله داعش، حسب ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس». وأضاف أوباما «سنهزم (الدولة الاسلامية) مثلما فعلنا مع تنظيم القاعدة»، مشيراً إلى أنه يمكن احتواء هذا التنظيم الذي يسبب دماراً واسعاً ويقوم بقتل عدد كبير من الأبرياء، عبر صده أولاً ثم القيام بالحد من قدراته وتضييق مجال تحركه والقضاء على قياداته، وعلى مرّ الزمن لن يكون بمقدوره القيام بالعمليات الإرهابية نفسها التي يقوم بها اليوم». إلا أن أوباما أعلن أيضاً أن بلاده لن ترسل قوات الى الأرض في سورية، مشيراً الى أن «هذا غير ضروري لتحقيق هدفنا ويجب ان يكون لنا شركاء فاعلون على الأرض وسنقوم بدعمهم». وقد سبق كلام أوباما موقف لوزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين جون كيري وتشاك هيغل، دعيا فيه لتشكيل تحالف أساسي لمحاربة داعش في العراق. وقالا في بيان مشترك «لا مجال لإضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يمثله التنظيم الإرهابي في العراق والشام والقضاء عليه في نهاية المطاف». وشدد البيان على أهمية تشكيل حكومة عراقية، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة تأمل أن يتم ذلك «في الأيام المقبلة». وقال البيان «ناقشنا بالتفصيل كيف يمكن لحلفاء الحلف الاطلسي تقديم مساعدة فورية لحكومة جديدة»، معدّداً «بعض الخطوات لذلك مثل تقديم الدعم العسكري للحكومة العراقية ووقف تدفق المقاتلين الاجانب والتحرك لمواجهة تمويل «الدولة الإسلامية» ومعالجة الأزمة الإنسانية ونزع الشرعية عن ايديولوجية التنظيم». وأضاف «سنقوم بتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات لمشاركة المزيد من المعلومات حول تدفق المقاتلين الاجانب». من جهته ، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، أن بلاده مستعدة للمشاركة في ائتلاف دولي ضد هذا التنظيم «ضمن احترام القانون الدولي»، مستبعداً في الوقت الراهن أي عمل في سورية التي تشكل «حالة مختلفة». فيما أكد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن كندا ستنشر عشرات العسكريين في العراق «لتقديم الاستشارات والمساعدة للجيش العراقي. وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في افتتاح اليوم الثاني من القمة أمس ،أن قادة الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي ينددون ب «الأعمال الهمجية والمقيتة»، التي يرتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية». من جهة اخرى أعلنت بريطانيا و6 دول من الأعضاء في الناتو، وبينها دول البطيق الثلاث، عن التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء قوات عسكرية جديدة للرد السريع في شرق أوروبا ووقعت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا اتفاقية حول نية إنشاء قوات عسكرية مشتركة للرد السريع.