«الاستحواذ والاندماج» مصطلح اقتصادي عالمي معروف ب (A&M) ويعني Acquisitions & Mergers وقد ساهمت الأزمات المالية والاقتصادية السابقة التي هزت العالم إلى مبادرة بعض الشركات بالاستحواذ على الشركات المهددة بالإفلاس أو الشركات الإستراتيجية أو التي تعمل في نفس المجال بهدف مواجهة الأزمات المتوقعة مستقبلا. والاستحواذ هو قيام دولة أو شركة أو مجموعة أو فرد بشراء أصول وموجودات شركة أخرى بهدف الاستحواذ عليها، وهناك اختلافات متباينة بمفهوم الاستحواذ والاندماج ولكن ما يميز الاستحواذ عن الاندماج أن ملكية أسهم الملاك والمساهمين في الشركة المستحوذ عليها تنتقل بالكامل للشركة الجديدة وينتهي عادة وجود الشركة المستحوذ عليها نهائيا، بينما في حالة الاندماج تدمج شركتان في واحدة ويبقى أحيانا اسم الشركة وملكية الأسهم لأصحابها السابقين في الشركة الجديدة، وخير مثال على ذلك اندماج شركتي الخطوط الجوية الأمريكية (American Airlines) و(US Airways) خلال العام الماضي، والتي تقدر قيمتها بأكثر من 18 مليار دولار أمريكي، ولازالت عملية الاندماج في مراحل انتقال الطيارين والموظفين وتغيير ألوان الطائرات وتحديد خطوط السير وربط أجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأعمال لدمجها في شركة واحدة باسم ( American Airlines ). وقد تلجأ الكثير من الشركات الكبرى إلى سياسة الاستحواذ لعدة أسباب منها سياسة دولة أو دول مجتمعة للتحكم في منتج معين أو رغبة شركة في السيطرة والتحكم في الأسواق، أو الحاجة إلى التقنية الموجودة لدى شركة أخرى، أو الدخول في تنفيذ مشاريع معينة تتطلب الاندماج أو الاستحواذ، أو الرغبة في الدخول إلى أسواق جديدة، أو السيطرة على الأسواق خاصة إذا كانت الشركتان تعملان في نفس المجال، وغالبا ما يكون الاستحواذ بين شركات التقنية أو الاتصالات. أما النوع الآخر من الاستحواذ وهو الأخطر وهو قيام بعض الشركات في احتكار السوق و إخراج المنافسين وقد تلجأ بعض الشركات في البداية إلى البيع بأسعار أقل من التكلفة لفترة زمنية محدودة لحين خروج المنافسين ومن ثم رفع الأسعار وتعويض الفترة السابقة على حساب المستهلك، (وهذا النوع يلقى معارضة قوية من الحكومات خاصة الوزارات والجمعيات المعنية بالمستهلك)، وقد تلجأ بعض الشركات إلى الاستحواذ والاندماج أحيانا ليس بهدف الربح وإنما الخروج من مأزق معين أو لمحاولة الإنقاذ من الإفلاس فتكون النتائج سلبية أكثر منها إيجابية. وهناك الكثير من النماذج للاستحواذ والاندماج في السوق السعودي ومنها اندماج أسواق بنده مع أسواق المخازن الكبرى تحت مسمى (بنده) وكذلك استحواذ شركة المراعي على شركة حائل للتنمية الزراعية (هادكو) وانتقال ملكية المساهمين من هادكو إلى أسهم في شركة المراعي.. وقد برزت في السنوات الأخيرة رغبة الكثير من الشركات في الاستحواذ والاندماج، لذا فقد أصدرت هيئة سوق المال لائحة للاستحواذ والاندماج لتنظيم هذه العمليات، وبالرغم من ذلك فلازال هناك نوع من الضبابية عند البعض من الشركات والمواطنين بمعرفة الفوائد والإيجابيات والسلبيات في حالة الاندماج أو الاستحواذ مما يتطلب الكثير من الجهود في نشر هذه الثقافة وخاصة لدى الغرف التجارية الصناعية ورجال الأعمال، إضافة إلى الجهات المعنية بالمستهلك.