لا يحتاج برشلونة إلى أي تعاقدات جديدة، خصوصا بعد تألق لاعبيه الشبان في مبارياته الأخيرة، وفي ظل منع «الفيفا» النادي الكاتالوني من القيام بأي انتقال بعد الصيف الحالي، فإن المدرب لويس إنريكي سلح نفسه بلاعبيه الشبان: منير الحدادي، رافينيا ألكانتارا، وسيرجي روبرتو وسيرجيو راميريز. ترك قرار منع برشلونة من التعاقد مع أي لاعب خلال سوق الانتقالات في الفترتين المقبلتين، آثارا سلبية وإيجابية على الفريق، لكن الأمل في بقاء «البرشا» منافسا قويا في كل البطولات لا يزال كبيرا، فالاعتماد على لاعبيه الشباب أتى ثماره سريعا، في الجولتين الأولى والثانية من الدوري الأسباني، لكن الخوف الوحيد هو من عدم قدرة النادي الكاتالوني وإدارته الضعيفة في المفاوضات، على الحفاظ على لاعبيها الشبان. منير الحدادي أبرز هؤلاء الصغار، ففي المباراة الأولى سرق بعض الأضواء من نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويمكن القول إن الحدادي صار نجما بدوره، إذ لم ترحم بعض الصحف الكاتالونية إدارة النادي، وبدأت سريعا حملتها للحفاظ عليه. إذن، لم يخطئ المدرب لويس إنريكي بإعطاء الحدادي فرصته، فصحيح أن البعض انتظر هفوات الأخير بسبب عدم خبرته، لكن الحدادي كان على قدر المسؤولية، وبدا قادرا على تعويض البرازيلي نيمار المصاب والنجم الأوروغوياني لويس سواريز الموقوف، وبدرو رودريغيز، الذي لا يزال يتلقى العلاج، لا بل إنه فرض حضوره منافسا على مركز أساسي، وهو أمر يفترض أن يقترن بعقد جديد يضمن حمايته واستمراره مع «البرشا». سيشكر إنريكي كما شكر مدرب الفريق الأسبق الهولندي فرانك رايكارد في موسم 2003-2004 عندما أطلق مسيرة ميسي مع الفريق الأول الأمر يبدو أنه يتكرر مع الحدادي، الآتي مثل ميسي من «لا ماسيا». يقال وعلى ذمة راديو «أوندا سيرو» الأسباني أن تألق منير الحدادي خلق أزمة داخل ريال مدريد، وسبب إقالة رئيسي الكشافين خوليو دي ماركو وباكو دي غارسيا من أكاديمية الريال المعروفة ب «لا فابريكا»، وذلك لعدم التفاتهما إلى الموهبة ذات الأصول المغربية، وخصوصا أن النجم الصاعد ولد في منطقة إسكوريال في ضواحي العاصمة الأسبانية. لكن الحدادي ليس وحده في الساحة، إذ هناك العديد من المواهب الشابة الأخرى، وهذا ما يجعل إنريكي هادئا تجاه عدم المسارعة إلى التعاقد مع لاعبين كثر، أقله في خطي الوسط والهجوم. رافينيا شقيق تياغو ألكانتارا لاعب برشلونة السابق وبايرن ميونيخ الألماني الحالي، عاد إلى فريقه الأم هذا الموسم، بعد إعارته إلى سلتا فيغو، هناك برز على نحو واضح وصريح، وأثبت مباراة تلو الأخرى أنه لاعب لا يقبل أقل من دور القائد داخل الملعب، ما يميزه عن بقية لاعبي الوسط هو قدرته على اللعب في أكثر من مركز، وذلك بحسب حاجة الفريق، محور هجومي، ووسط هجومي، وجناح أيمن أو أيسر، وخلف المهاجم مباشرة أيضا، محظوظ إنريكي بهذا التنوع الشاب الذي يملكه داخل الفريق. سيرجي روبرتو هو أحد هؤلاء الشبان الذين سيعتمد عليهم المدرب أيضا، وهو أفصح له بذلك وطمأنه إلى أنه سيكون له دور مع الفريق في الموسم المقبل، إلا أن روبرتو لم يحسم خياره بعد، بل قال إنه يفضل الانتظار لرؤية كلام مدربه يتحقق، وفي ظل عدم حسمه أمره، تنظر الأندية الأخرى إلى قراره الأخير. وهنا يفترض أن يكون إنريكي متنبها لكي لا يخسره، نظرا إلى احتمال حاجته إليه في ظل الإصابات والغيابات التي قد كان يعانيها برشلونة، حينها سيتمكن روبرتو من حجز مركزه بسهولة، فهو لاعب وسط مميز، يتمتع بالسرعة والمهارة والدقة في التمرير، وهو لا يزال فقط في ال 19 من عمره. أما آخر عنقود الذهب فهو سريجيو راميريز ابن لاس بالماس الذي انضم إلى الفريق الكاتالوني عام 2009 بعمر 14 عاما وها هو يقول كلمته في أحلك الظروف في المباراة الثانية من الدوري الأسباني حين تمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد مانحا الفريق 3 نقاط غالية. أكاديمية «لا ماسيا» لا تزال تخرج تلاميذ على طريق النجومية، ما يجعل جمهور النادي والمدرب هادئين أمام التحديات المقبلة.