حبيبتي.. حتى لو حدث.. فإن أي طير لا يرى للحياة غير وجهين: شجرة وبندقية صياد. والطير لا يستطيع أن يتنازل عن الشجرة، فهي حقه الطبيعي في الحياة، لكنه يبدو أبدا حذرا من بندقية تخترق رصاصاتها الأغصان إلى قلبه الذي أدمن نشوة الانتظار.. أنا وأنتِ هذا الطير.. لا نستطيع رفض دعوة الشجرة، ولا نأمن بندقية الصياد.. كم مرة رفضنا دعوة الشجرة خوفا ورهبة، ثم عدنا ننتظر وصولها بألم؟ أحيانا كثيرة كنا نستقر على الأغصان بدون دعوة وتفاجأ الشجرة بالطير الذي دعته إليها حتى ملت دعوته، يسكنها على غير انتظار.. جففي دموعك يا حبيبتي.. وامنحيني قبلة الحياة لتقر بها عيني وتهدأ بها نفسي... فكل طير يعيش خارج زمنه، موتته مأساوية، هي قدره الحتمي.. لا تنتظري مني أن أهمس في أذنك: نحن نسكن شجرة آمنة مطمئنة.. أغصانها مسارات وردية تنتظر وقع خطواتنا الصادقة.. من يأمنون الرصاصة هم جيراننا الذين يسكنون النصف الميت من الشجرة.. أما نحن فقد اخترنا سكنى النصف الحي.. وثمن الحياة باهظ قد يكون حياتنا نفسها. تعالي الآن إلى صدري.. الذي اشتعل ليدفئ كينونتك، واتركي الصيادين يجولون تحت شجرتنا إلى أن يموتوا جوعا أو يقتلهم الانتظار... فلك أشتاق، تعانقينني روحا لا جسدا ليبقى وميضك لليل قرينا.. [email protected]