شكا مرضى ومراجعو طوارئ مستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة الرياض، من الانتظار غير المبرر الذي يمتد لساعات طويلة في كثير من الأوقات، ريثما يتم معاينتهم من قبل الأطباء أو تشخيص الحالة أو طلب فحوصات معينة، فيما يعاني كثير من أصحاب الحالات المصتعصية من عدم توفر أسرة، حيث يتم وضعهم في صالات الانتظار أو على أسرة في الممرات الخارجية الخاصة بالطوارئ بشكل غير لائق، مؤكدين أن هذا الزحام يؤثر سلبا في عملية التشخيص الدقيق لحالاتهم. وقال محمد أبو دوسه: في كل مره أذهب بشقيقتي لقسم الطوارئ بالمستشفى تتجدد المعاناة لكوننا نضطر للانتظار يوما أو يومين حتى يتم الكشف عليها أو معاينتها من قبل أحد أطباء قسم الطوارئ، مبينا أنها في إحدى المرات كانت تعاني من توقف تام للكلى نتيجة ضغط الأورام السرطانية بمنطقة البطن على الكلى والحالب، ولكن لم يلتفت لنا أي طبيب أو يعاينها أي مختص واضطررنا للانتظار يومين كاملين وكانت حالتها حرجه، فتوجهت لطبيب في العيادة الخارجية وعاين التقرير الطبي ووجه فورا بجراحة عاجلة لها. وأضاف عبدالله عسيري: كنت أذهب بزوجتي في الحالات الحرجه والتي تعاني من أورام سرطانية ولكن دون جدوى فلا أحد يستقبل الحالات سوى الممرضة في المرة الأولى ومن ثم نضطر للانتظار ساعات تصل ليوم أو يومين دون معاينة أي طبيب لها، كما أن القائمين من كادر طبي على قسم الطوارئ يشترط وجودك بمنطقة الانتظار وأن عدم إجابتك في حال مناداة اسمك وبعد انتظار يصل ليوم كامل يتم شطب اسم المريض وإعادة جدولة اسمه من جديد. ويشرح علي القحطاني أنه عانى الأمرين في طوارئ المستشفى من الناحية النفسية والصحية، حيث كان والدي يعاني من مرض عضال أصابه بالكبد وذهبت للمستشفى والذي اضطرني للانتظار أكثر من نصف يوم دون النظر لوالدي مما اضطرنا بطلب الفزعه من بعض الأطباء الذي يعملون بالمستشفى والذين تمكنوا من إدخاله للطوارئ. وأشار أحمد عسيري إلى أنه في كل مرة يراجع مع شقيقته يشاهد منظر انتظار المرضى على الأسرة في صالات الانتظار. من جانبه أكد عماد المهيزع مسؤول الشؤون الإعلامية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث أن هناك تزايدا في الطلب على خدمات قسم الطوارئ من قبل مراجعي المستشفى الذين يعانون من أمراض تحتاج إلى عناية مرجعية وتخصصية، مثل: مرضى الأورام ومرضى القلب ومرضى زراعة الأعضاء المختلفة ومرضى جراحة المخ والأعصاب والأمراض الوراثية، وكذلك بعض المرضى المحولين من مستشفيات أخرى والذين لم تكتمل إجراءات قبولهم بعد، مما ساهم في زيادة الضغط على الطاقة الاستيعابية للمستشفى وزيادة في معدل إشغال الأسرة والذي يتراوح ما بين 92% إلى 98% (علما بأن معدل الإشغال في المراكز الطبية العالمية لا يتجاوز 85%)، مشيرا إلى أنه استجابة لهذا الضغط وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين فإن المستشفى بصدد افتتاح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد في نهاية العام الحالي 2014م بسعة 300 سرير، كما يتم الآن إنشاء مبنى لقسم الطوارئ بسعة 100 سرير، مما يساهم في تقديم خدمة طبية تخصصية متميزة للمرضى بإذن الله. وأضاف المهيزع : يحظى قسم الطوارئ بعناية خاصة من قبل إدارة المستشفى من حيث مراقبة وتقييم وتطوير أداء العمل فيه بشكل متواصل على مدار السنة، حيث يقوم قسم الطوارئ بتطبيق المعايير الكندية الخاصة بفرز المرضى والمراجعين للقسم لتحديد مستوى الحالة بواسطة جهاز التمريض المتخصص، ويعتبر هذا التصنيف أوليا بهدف مساعدة الأطباء في التركيز على الحالات الأكثر حرجا من غيرها. كما يقوم القسم بإعادة الفرز بواسطة الأطباء لتحديد الأولوية لمن يجب الكشف عليه مع الحرص على معاينة الجميع في أقرب فرصة ممكنة، ويتم إعادة الفرز مرة أخرى بين الحين والآخر، علما بأن التعامل مع الحالات الطارئة من المستوى (1) و(2) يتم بشكل سريع، أما الحالات من المستوى (3) و(4)و(5) فيتم الكشف عليها حسب إمكانية توفر سرير في الطوارئ، حيث يبلغ متوسط معدل الانتظار في قسم الطوارئ حوالى 5 إلى 6 ساعات. وأضاف المهيزع: نؤكد لكم أن قسم الطوارئ يعمل جاهدا بطاقاته البشرية القصوى وحسب الإمكانيات المتوفرة لديه في الوقت الحاضر على تقديم الخدمة العلاجية لجميع المرضى مع التركيز على الحالات الأكثر حرجا، وهذا هو المتبع عالمياً والمتوافق مع المعايير الصحية الدولية.