أكد سفير المملكة لدى لبنان علي آل عواض عسيري أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببقائه في لبنان هذه الفترة، دون انتقاله إلى باكستان، يعكس حكمته وعمق متابعته لما يجري في المنطقة، وقال: «إن خدمة المليك والوطن شرف لي، فأنا واحد من جنود خادم الحرمين الشريفين، أتجه وأعمل في أي مكان يراني فيه، إذ لا أدخر جهدا في خدمة الدين ثم المليك والوطن، فأرجو أن أكون عند حسن ظنه وكريم ثقته». من جهة ثانية، أشار السفير عسيري في تصريح له أنه «متفائل بمستقبل لبنان»، مؤكدا أن المملكة حريصة على الاستقرار والأمن في لبنان، ولفت إلى أن «كل اللبنانيين كانوا مستفيدين من الدعم السعودي، ولم تخص طائفة دون أخرى، ومكانة الملك عبدالله في لبنان عظيمة جدا، وعلاقة السعودية ولبنان علاقة مميزة وتاريخية». وأضاف عسيري «إذا كان هناك من خلاف سياسي في لبنان يجب أن يبقى في إطاره السياسي وما رأيناه من لقاءات بين الحريري وميقاتي تعبر عن وحدة الصف»، واعتبر أنه لا يمكن فصل لبنان عما يجري في العراق وما حدث تأثيره ليس فقط على لبنان بل على المنطقة، ولفت إلى أن «الهبة السعودية محددة للجيش بقيمة 3 مليارات وأرجو أن نبعد المملكة عن أحاديث السمسرات وتأخر في صرفها». ورأى عسيري أن «عودة الرئيس سعد الحريري تبشر بالخير، وهذا ما حصل في دار الفتوى بعد وصوله»، داعيا إلى «عدم إهمال دار الفتوى في لبنان، مبديا إعجابه بخارطة الطريق التي أعلنها مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان»، واعتبر أن «التطرف لا يليق بلبنان، والجزء من محاربة الإرهاب هو الخطاب الديني». ولفت إلى أن «دار الفتوى والمفتي وحده لا يكفيان، يجب أن يكون هناك فريق عمل من العلماء ليضعوا ورشة عمل لتنظيم الخطاب الديني المعتدل». واعتبر أن «البندقية والقوة هي خيار وليست الحل في تغيير الأيديولوجية التي أصابت شباب الأمة ليس فقط لبنان».