أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي وجهها إلى الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، كانت استشعارا منه بمدى خطورة الوضع الذي تعيشه الأمة والمرحلة الحرجة التي تمر بها. وقال في تصريح ل «عكاظ» : لابد من الإشارة إلى حقيقة عبرت عنها كلمات خادم الحرمين الشريفين الموجهة إلى العلماء، وقبلها كلمته الضافية التي وجهها للأمة بمختلف مكوناتها تلك الحقيقة هي أنه يحمل هم الأمة والدين والوطن، وأنه يشعر بمدى خطورة الوضع الذي تعيشه الأمة والمرحلة الحرجة التي تمر بها، كما أنه يتألم للموقف المتساهل من الجميع حيال هذا الأمر الخطير، ومن هنا جاءت كلماته العفوية الصادقة لتدق ناقوس الخطر يستنهض بها الهمم، ويشد بها العزائم، ويبرئ بها ذمته بصفته زعيما متحملا جزءا من هذه المسؤولية، ولهذا عم في خطابه ثم خص أهل العلم بنوع عتاب أبوي عتاب المشفق على أمته ودينه ووطنه، وعتاب المحب الواثق بمن يخاطبه لأنهم هم الذين عن طريقهم يصلح حال الناس إذا صلحوا وأدوا ماعليهم على الوجه الأكمل . وأضاف: لا شك أن العلماء سيقدرون هذا الموقف الأبوي، ويثمنون تلك المشاعر العظيمة، ويلبون تلك الدعوة الكريمة فيزيدون من جهودهم في مكافحة فساد المفسدين وضلال المضلين وانحراف المنحرفين بمختلف الوسائل والطرق وهم قد عملوا وسيعملون على بيان الحق للناس ودعوتهم إلى الهدى والرشاد في ضوء كتاب الله وسنة رسول الله واتباع منهج صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان في فهم النصوص الشرعية، والبعد عن التأويلات الباطلة المخالفة لمقاصد الحق من الخلق . وشدد على ضرورة أن يجعل شباب الأمة من علمائهم أسوة وقدوة في النظر في عواقب الأمور، وعدم الانجراف وراء أصحاب الأفكار الضارة، والمقولات التحريضية من المتطرفين غلوا وتزمتا أوتفريطا وانحلالا وإن خطر دعاة الانحلال والتفلت من ثوابت الشرع لهو أشد ضررا وأعظم خطرا من أولئك المتطرفين الإرهابيين، بل إن معظم مايسمى إرهابا اليوم مرده إلى أولئك الذين جندوا أنفسهم لمحاربة الدين وأهله ومظاهرة أعداء الأمة وتزيين أفعالهم، والنيل من أهل العلم الشرعي والحط من قدرهم عند عامة الناس وبخاصة الشباب منهم مما جعل أولئك الشباب بين أمرين، إما تفسخ وانحلال وإما تطرف وتكفير . وقال: فعلى العلماء والدعاة وخطباء المساجد بذل مزيد من الجهد في توضيح الحق للناس وبيان الباطل ودحض شبه أهله سواء كانوا من الناعقين بالتكفير والضلال أو الداعين إلى التفسخ والانحلال والمأمول من ولاة أمور المسلمين أن يكونوا عونا لأهل الحق والمنهج الوسط لبيانه ونشره بين الناس، وردع كل من يحاول التشويش عليهم، أو النيل منهم والحط من قدرهم، وتنفير الناس عنهم كما هو مشاهد حاليا في مختلف وسائل الإعلام