حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الإسراف وأشكاله وصوره، داعيا إلى الاعتدال في كل شيء وعدم الانجرار خلف المغريات والدعايات المختلفة. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض إن صور الإسراف كثيرة، فمنها الإسراف في القروض الطويلة المدى التي لا داعي لها، وكذلك في الكماليات والملابس فوق الحاجة فتوضع في الأدراج ولا تلبس، وكذلك الإسراف في الكلام ونقل الشائعات وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأرجع وقوع الناس إلى الإسراف إلى التباهي والمحاكاة التي أدت إلى الإسراف الزائد، وكذلك الدعايات التي يبحث فيها التجار مصلحتهم ليجلبوا المشترين لهم، محذرا من الانجرار خلفها بدون عقل وعدم تكليف أرباب الأسر فوق ما يطيقون جريا وراء هذه الدعايات والإعلانات. وبين أن من أنواع إضاعة المال الإسراف في استعماله والتبذير وإنفاقه في غير ما يرضي الله، لافتا إلى أن الله تعالى يسأل عباده عن هذه النعم، يسأل العبد عن هذا المال من أين اكتسبه وفي ما أنفقه. وذكر سماحته أن الإسراف في المال حرمه الشارع في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن للإسراف صورا متعددة ومعاني مختلفة، ومنه الإسراف في العبادات والإسراف في المباحات، محذرا من الإسراف والتفاخر بذلك. وقال: إن من أسباب الإسراف التربية فإن نشأت بين أناس مسرفين في أحوالهم كلها فتقع هذه الفطرة في نفسه حتى لا يرضى إلا بالإسراف في أموره كلها، ففي التربية التي تربى عليها من آباء وأمهات وأخوات دون مبالاة بالأمور الشرعية. ولفت إلى أن من أسباب الإسراف مجالسة المسرفين ومحاكاتهم والتشبه بهم مبينا أن كل هذا لا يجوز، ومن أسبابه كذلك المباهاة والفخر والتعالي على الناس ومحبة كل ما يقال إنه أحسن الناس بالبدن وأحسنهم مركبا وأحسنهم مجلسا.