دعا اقتصاديون إلى استغلال ما أسموه ب«الفرصة السانحة» في أوروبا للبدء في شراء حصص من المصانع والشركات الخاسرة في ظل الضربات الاقتصادية التي تشهدها أوروبا كان آخرها صدور بيانات أمس تؤكد على أن الناتج الصناعي في منطقة اليورو انكمش على نحو غير متوقع للشهر الثاني على التوالي. وفي هذا الإطار شدد صاحب مكتب للاستشارات الاقتصادية عبد الغني الأنصاري على ضرورة البدء في شراء تقنيات أو استيرادها على هيئة استثمارات إلى المملكة بكامل عتادها مع جلب خبراء قادرين على إدارتها في المراحل الأولى إلى أن يتم إحلال السعوديين مكانهم على غرار ما حدث في «أرامكو السعودية». وقال: في الوقت الحالي تحتاج المملكة إلى توفير ثلاث تقنيات إحداها تقنية تحلية المياه، والأخرى تقنية الطاقة الشمسية، والثالثة تقنية التكرير الذي يصنع منه الوقود، فقد حان الوقت لتقليل حجم تصدير النفط الخام من أجل الاستفادة منه في الصناعات المحلية. وأضاف: من أجل تحقيق ذلك لابد من توفر صناديق سيادية أو إنشاء شركات استثمارية بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص حتى يسهل توطين التقنية أو الدخول كشركاء فيها باعتبار أن خطوة كهذه ستعزز من أداء الاقتصاد السعودي، وستعدل ميزانه التجاري مع الكثير من الدول. الأنصاري الذي يشغل عضوية اللجنة التجارية شدد على ضرورة أن يواكب عمليات نقل التقنية تدريب خاص للسعوديين في الجوانب الفنية أو تعيينهم في الشركات العالمية التي يكون السعوديون شركاء فيها بعد شراء حصص منها لاكتساب الخبرة، وتوسيع فرص العمل. وقال: عندما نصل إلى مثل هذه المرحلة؛ فإننا بالتأكيد سنقلص من حجم الاعتماد على النفط كما هو الحال في الوقت الراهن، ونركز على مسألة الصناعة في ظل توفر كافة الإمكانات المشجعة على الاستثمار. وذهب في نفس الاتجاه عضو اللجنة التجارية الوطنية في مجلس الغرف السعودية محمود رشوان عندما أكد على ضرورة أن يصاحب نقل التقنية نقل المهارات والمعرفة حتى تصبح المرحلة التالية هي التطوير والبدء في إنتاج جديد من خلال العمل على القيمة المضافة. وقال: يجب الاستفادة من تجارب الآخرين الذين استطاعوا نقل التقنيات من دول المنشأ التي غالبا ما تكون دولة متقدمة إلى دول نامية. يذكر أن اقتصاد منطقة اليورو الذي تبلغ قيمته 9.6 تريليون يورو يواجه صعوبات بعد عام من خروجه من دائرة الركود متأثرا بارتفاع البطالة، وتباطؤ الإصلاح، وتداعيات الصراع في أوكرانيا، وغزة، والعراق لتضعف الآمال. وذكرت «رويترز» أن الآمال التي كانت معلقة بتعاف أقوى للاقتصاد في منطقة اليورو قد ضعف إبان نتائج البيانات أمس في إثر انخفاض إنتاج المصانع في منطقة اليورو بنسبة 0.3 في المئة على أساس شهري بعد تراجعه 1.1 في المئة مقابل توقعات في السوق لارتفاعه 0.3 بالمئة، ويرجع الانخفاض الشهري إلى انخفاض بنسبة 0.7 بالمئة في إنتاج الطاقة الذي ارتفع في الأشهر الثلاثة السابقة.