بقيت اللغة العربية شامخة عصية على الانقراض أو الأفول، وبرغم التقصير الذي تعانيه من أبنائها إلا أنها تحظى بالاحترام والتقدير. فهي لغة عبقرية ولها امتداد تاريخي، ولها سحرها في البيان. تبدي العديد من الدول غير العربية الاهتمام الكبير بلغتنا. في الصين ثمة جامعات عديدة تعنى بتعليم اللغة العربية، وفي إندونيسيا تجاوزت الكليات المهتمة بتعليم اللغة العربية 40 كلية على امتداد الدولة. وقد لفت نظري الجهد الواضح الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز لتعليم اللغة العربية، والذي يقوم على أمانته العامة الدكتور عبدالله الوشمي. وأضرب مثلا في فعاليات «شهر اللغة العربية» في الصين الذي عقد قبل عدة أشهر، والذي شاركت فيه 32 جامعة. المسار العام للتعليم والتداول الاجتماعي اليومي يكاد أن ينحي اللغة العربية، من الممل أن نكون بين ثنائية اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، وبرأيي أن اللغات التي يكتسبها الإنسان إضافة معنوية وعلمية له، وليس شرطا أن تكون بديلا عن لغته الأم، ففي نهاية المطاف هذه اللغة العربية هي أساس الذهن والمخ الذي يحرك التفكير للإنسان حتى وإن اكتسب عدة لغاتٍ أخرى، خذ مثلا العباقرة الذين تحدثوا أكثر من لغة تجد بيانهم بلغتهم الأم وأستشهد بالفيلسوف العربي عبدالرحمن بدوي، والذي كان يتحدث إحدى عشرة لغة مختلفة، ولكن بيانه يكون أفصح ما يكون حين يكتب بلغته العربية الجذابة الأنيقة المليئة بالصور الأدبية والشعرية والتراكيب الفلسفية والفكرية. اللغة العربية تحتاج منا الكثير، هناك اهتمامات من قبل دول غير عربية مثل تركيا، لأن تكون هي عاصمة اللغة العربية، وبرأيي أن الأولى أن تكون السعودية بوصفها مهبط الوحي وأساس النبض العربي هي الحامية لحماها. ثم إن اللغة العربية ليست من اللغات المنقرضة بدليل أن الجمعيات الأوروبية المهتمة باللغات المنقرضة لم يخطر على بالها إضافة لغتنا ضمن اهتمامها، فهي لغة غنية وما أجمل قول حافظ إبراهيم على لسان اللغة: رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقولِ عداتي