كشف تقرير لمركز كفاءة الطاقة أن استهلاك القطاع الصناعي للطاقة يبلغ 15 في المئة من إجمالي الاستهلاك المحلي من الطاقة. وتمثل قطاعات البتروكيماويات، الحديد، والأسمنت 85 في المئة من إجمالي استهلاك الطاقة في قطاع الصناعة. ووفقا للبيانات التي تقدمها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، كان استهلاك الكهرباء المتوقع للقطاع الصناعي في المملكة يصل إلى 50009 جيجاوات/ساعة في عام 2011، وهو ما يعني أن القطاع الصناعي يستهلك ما يقارب 22 في المئة من إنتاج الكهرباء. ويواجه القطاع الصناعي العديد من التحديات التي تعرقل جهود رفع كفاءة الطاقة كما هو الحال في القطاعات الأخرى، ويمكن تلخيص تلك التحديات في :أن سعر الوقود المنخفض يساعد على عدم الاهتمام بكفاءة الطاقة عند شراء معدات وأجهزه صناعية، ندرة الخبرات والمهارات المدربة في مجال كفاءة الطاقة بسبب عدم التركيز على هذا المجال في السابق، لازالت العديد من المصانع القديمة قائمة وتحت التشغيل، وتعمل على تقنيات قديمة وذات كفاءة متدنية في استهلاك الطاقة، هنالك عدد قليل من الشركات التي تتبنى سياسات داخلية بخصوص كفاءة الطاقة. كذلك فإن من التحديات القصور في التشريعات الحكومية الضرورية لمراقبة وتشجيع برامج كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي. ووفقا لهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بلغت مبيعات الكهرباء للقطاع الصناعي 47.000 جيجاوات *ساعة لعام 2011، بزيادة 20 في المئة عن إجمالي المبيعات للقطاع الصناعي لعام 2007م. وكشف التقرير أن بعض الطرق التي يمكن أن تستخدم لتحسين كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي، تتمثل في تطوير نظم التحكم في العمليات الإنتاجية واستخدام الحاسوب، واستخدام محركات عالية الكفاءة، ووضع برامج لإدارة الطاقة بما في ذلك استرجاع الطاقة الضائعة (المهدرة)، استعمال وقود أنظف (مثل الغاز الطبيعي بدلا من فحم الكوك)، منع تسرب الحرارة من داخل بعض الأجهزة التي تهدف مثلا إلى التسخين أو الصهر، تحسين كفاءة الاستخدام لدى المستهلك النهائي، استخدام تقنيات متطورة في مجال التسخين والصهر وغير ذلك، إنشاء وحدة متخصصة لمراقبة الأحمال وتطبيق أساليب رفع كفاءة استخدام الطاقة الكهربائية، الاستعانة بشركة تدقيق للطاقة لمراجعة الاستهلاك وتحديد أماكن التوفير. أما في مجال صناعة البتروكيماويات الذي يعتبر من الصناعات المهمة والجوهرية والمؤثرة في اقتصاد المملكة، فهناك بعض الطرق التي يمكن أن تستخدم لتحسين كفاءة الطاقة: تشكيل فريق متخصص بمسائل الترشيد والاهتمام ببرامج الصيانة الدورية، بالإضافة إلى الاهتمام بالتكامل الحراري؛ وذلك بالاستفادة من كل حرارة ضائعة، والقيام بعملية مراقبة شاملة لجميع العمليات والمخرجات على خطوط الإنتاج؛ وذلك لحل أي مشكلة في وقتها. وبين التقرير التقنيات التي أصبحت تستخدم في العالم لتحسين كفاءة الطاقة، مثلا في مجال صناعة النحاس: يمكن استخدام الحواسب الإلكترونية (الميكروبروسيسر) الذي يتحكم بمدخلات الطاقة والمدخلات الأخرى، وهذه التقنية تساهم في تحسين كفاءة المنشأة وفي هذا المجال، وأثبت استخدام هذا الجهاز فعالية كبيرة للصناعات المعدنية والنحاس تحديدا، ويمكن له أن يساهم في توفير يتراوح ما بين 5 10 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة. أما في مجال صناعة البتروكيماويات، فيمكن استخدام تقنيات حديثة في التحكم والاتصال بما في ذلك أنظمة المحاكاة الحاسوبية، واستخدام تقنية الأتمتة، وفي مجال صناعة الأسمنت فيمكن استخدام بعض الأجهزة ذات السرعة المتغيرة، وأيضا استخدام المواد المساعدة لعملية الطحن Mono Ethylene Glycol، وأيضا استخدام طرق التصنيع الحديثة التي تعتمد على استخدام المسخن والمكلس المسبق. أما في صناعة الزجاج: في مرحلة الصهر electric boosling فإنه يمكن استخدام التقنيات المتطورة ومن ذلك لتسخين الكهربائي الداعم، واستخدام الهواء المشبع بالأكسجين في عملية الاحتراق والتسخين المسبق للكوليت، وكذلك التسخين المسبق للمزيج؛ وذلك باستخدام حرارة الغازات المنطلقة في الجو.