نقل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني أمس معايدة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد لمنسوبي الحرس الوطني أثناء زيارته لوكالة الحرس الوطني بالقطاع الغربي في جدة. وقال الأمير متعب بن عبدالله في كلمة أمام منسوبي الحرس الوطني: «نحمد الله الذي من علينا بصيام وقيام هذا الشهر الفضيل، ويسرني أن أنقل لكم تحيات وتهاني سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي ولي ولي العهد - حفظهم الله - بمناسبة عيد الفطر المبارك، وباسمكم جميعا أرفع أسمى التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة أيدها الله بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد ونرجو أن يعيد الله هذه المناسبة والوطن في خير وأمان والأمة العربية والإسلامية، هذا ونفخر جميعا بجهود رجال الوطن المخلصين من جميع القطاعات العسكرية سواء الذين كانوا عيونا ساهرة على حدود الوطن في كل مكان أو الذين نالوا شرف خدمة قاصدي أطهر وأشرف البقاع مكةالمكرمة والمدينة المنورة». وأضاف: «بلادكم كما تعلمون هي مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين وأمنها وأمانها في أعناقنا جميعا وهذه أشرف رسالة وأنبل غاية نحملها ويتشرف بها جميع العاملين في القطاعات العسكرية، كما أن قيادتنا الرشيدة أعزها الله حريصة كل الحرص على تكامل الخدمات في سبيل راحة الزوار والمعتمرين، ونحمد الله عز وجل على فضله وما أنعم به من نجاح على مستوى التنظيم أو على المستوى الأمني، وكنا نتمنى كما تفضل سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في كلمته البارحة الأولى بأن تأتي هذه المناسبة ونحن في ظروف أفضل ولكن نتمنى أن تزول جميع مسببات ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية حاليا وأن ينعم الجميع بالأمن والأمان والاستقرار في القريب العاجل بإذن الله». وكان الأمير متعب قد زار وكالة الحرس الوطني وكان في استقباله لدى وصوله مقر النادي الاجتماعي بمدينة الملك فيصل السكنية في جدة صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي ومساعد وكيل الحرس الوطني للجهاز العسكري بالقطاع الغربي اللواء مانع بن عمر أبا العلاء وأمراء الأفواج وقادة وأركانات الحرس الوطني في القطاع. وبدئ الحفل بكلمة مدير إدارة العلاقات العامة بالحرس الوطني للقطاع الغربي المكلف العميد الدكتور خالد بن علي الشهيب، ألقاها نيابة عن منسوبي الحرس الوطني، رحب فيها بسمو الأمير متعب بن عبدالله وقدم له التبريكات والتهاني بمناسبة عيد الفطر، معتبرا معايدة سموه لمنسوبي القطاع تأتي من حرصه على مشاركة المنسوبين فرحة العيد. وأضاف: «إننا نعيش هذا العيد ورقعة الصراعات الإقليمية تزيد من حولنا، ومع ازديادها يزيد حبنا لوطننا وولاؤنا لولاة أمرنا ووفاؤنا لقسمنا العظيم في رعاية أمن بلدنا وحماية حدوده ومقدساته، ومن هنا ومن معقل من معاقل العز والشرف نعاهدكم ونعاهد خادم الحرمين الشريفين على السمع والطاعة وحماية الدين والوطن، ولن يزايد على ولائنا كائن من كان، ونرفع لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية ولسمو ولي عهده ولسمو ولي ولي العهد خالص التهنئة بالعيد، راجين من الله العلي القدير أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة». بعد ذلك عقد سموه حوارا مفتوحا مع منسوبي الحرس الوطني بالقطاع الغربي أشاد فيه بجهودهم ومشاركاتهم الفعالة في المهمات المناطة بهم في خدمة الوطن إلى جانب كافة القطاعات العسكرية، معتبرا ذلك واجبا على جميع أفراد وضباط الحرس الوطني الذين لا يألون جهدا في كل مهمة لحماية الوطن والمواطنين وقاصدي بيت الله الحرام سواء في موسم الحج أو العمرة. وبين الأمير متعب أن خادم الحرمين الشريفين يتابع باهتمام بالغ مراحل تطوير الحرس الوطني وأوصاه بهم خيرا «دائما يسألني عن الحرس وعن رجالاته، ويقول هم أبنائي والحرس غال عليه، وتلك العبارات أسمعها منه بشكل مستمر». وزاد: «لا أخفيكم يا إخواني ويا زملائي بأن والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تسلمت مهماتي في هذا الجهاز يردد على مسمعي (الحرس أغلى عليه من عيالي)، فهو يعني بذلك منسوبي الحرس من أفراد وضباط ومدنيين، ويفخر بكم وبأعمالكم ومشاركاتكم البطولية». ومازح سمو الأمير متعب منسوبي الحرس بقوله «وش رأيكم نعمل تشكيلات تنقلات بينكم في المناطق»، ردوا عليه بالاعتذار، تبسم وقال: «فيه ناس ما تحب الرطوبة، وناس ما تحب البرد، أنتم في جدة متعودين على الأجواء، لكن هذه مزحه وأنا حريص على استقراركم وحريص على عدم الإحالة على التقاعد إلا في أعلى رتبة». وأضاف: «هناك زملاء لكم كثر أحيلوا للتقاعد وزاروني في مناسبات متعددة وأبلغوني بأن بدلهم العسكرية لديهم وأخبروني (وقت تحتاجونا، نحن جاهزون للخدمة وتحت الطلب ورهن الإشارة)، وهذا هو فخرنا بكم جميعا لأنكم رجال تعملون بإخلاص وولاء وهذا هو عهدنا في كل رجالات الحرس وهذا هو ديدن أبناء هذا الوطن في مختلف القطاعات العسكرية التي تبذل الغالي والنفيس وتذود بالأرواح فداء للدين ثم المليك والوطن». واسترجع سموه بعض الذكريات مع زملائه في الحرس الوطني والمواقف الطريفة أثناء الدراسة والعمل في الكلية وقال ممازحا: «افتقدت البدلة العسكرية، لكن البشت بروتوكول المنصب، لكنني معكم قلبا وقالبا مدنيا وعسكريا، والمواقف كثيرة وخالدة في ذاكرتي». يلتقط بعض الضباط الحديث من سموه ويستعيدون قصص ومواقف طريفة أثناء التدريبات العسكرية مما أضفى أجواء على المناسبة أخرجتها من طابعها الرسمي إلى المعايدة الحميمية التي ختم بها الأمير متعب بقوله «أكيد سهرانين وما نمتوا، ودكم تعايدون وتاخذون غفوة في يوم العيد». وأوضح سموه في تصريحات ل(عكاظ) بعد الحفل بأن تغييرات ألوية الحرس الوطني سيتبعها العديد من التنظيمات والتجهيزات العسكرية التي تتناسب مع مهماته المقبلة والتي تعد ضمن المراحل التطويرية لقطاعات الحرس الوطني. وأضاف بأن الحرس الوطني يشهد مراحل متلاحقة في التطوير والتدريب والتأهيل وفق برامج زمنية متعددة وسبق وأن أنجز العديد من التمارين الميدانية الحية في مواقع مختلفة بهدف صقل المهارات والتدريب العملي لكافة الأجهزة التي أثبتت قدرات المشاركين من ضباط وأفراد في كل التمارين وانعكست إيجابا على المستوى المتطور الذي تعيشه وتشهده قوات الحرس الوطني في ظل ما تجده القطاعات العسكرية من دعم متواصل من قيادة حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهم الله. وأكد سموه أن الحرس الوطني يولي أهمية كبرى لتدريب وتطوير القوى البشرية وتطوير القادة على مختلف المستويات من خلال الاستفادة من التدريب لرفع كفاءتهم وجاهزيتهم، حيث إن ذلك ينعكس على أداء العمل في الوحدة والقطاع بشكل عام، ولم يقتصر هذا على المجالات العسكرية فحسب، بل شمل العمل الإداري وتحسين الأداء لدى جميع المنسوبين واستمرار التنسيق بين الوحدات الميدانية والوحدات المساندة. وقال سموه: «إن خدمة الوطن والدفاع عن مقدراته ومكتسباته وبذل النفس فيه شرف كبير وواجب وطني يتشرف به جميع منسوبي القطاعات العسكرية في بلادنا والتي تقف دائما بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن أو تجاوز حدوده الآمنة، وتتكاتف جميعا كعضد واحد في مهمات الواجب». وأردف سمو الأمير متعب بقوله: «المواطن السعودي هو خط الدفاع الأول بوعيه ووطنيته وإخلاصه وولائه ووقوفه صفا واحدا مع قيادته الرشيدة التي لا تألو جهدا في سبيل رفاهية وأمن المواطن واستقرار ونمو الوطن العزيز».