خص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أهالي ووجهاء وأعيان مكةالمكرمة بخطاب الوصية حين أعلنه أثناء خطابه المرتجل لهم بالقول: «دائما ما يوصينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمكة وأهلها خيرا ونحن على الوصية ماضون». العقيدة ركيزة هذه الدولة وأكد سمو ولي العهد في حديثه مجددا على أن العقيدة الإسلامية هي مصدر الأمن والأمان في هذه البلاد المباركة ولا نقبل المساس بأي حال من الأحوال بها، وينبغي علينا أن نحافظ عليها لأنها ركيزة أساسية في بناء هذه الدولة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ثقافة الشكر وربط سمو ولي العهد بقاء وديمومة النعم من أمن وأمان واستقرار وتنمية بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى وتعليم الأبناء ذلك حفاظا على المكتسبات، معتبرا أن تلاحم و تعاضد أبناء الشعب السعودي وتوحد أهدافهم وحفاظهم على مصير بلدهم أمر مبهج ويستحق الشكر والحمد لله، فالتآلف والتاخي بين المواطنين مضرب المثل لذا فتعليم ثقافة الشكر للأبناء والأجيال المقبلة مهمة جدا في الحفاظ على هذا الوطن ونمائه. مسؤولية سكان مكة وقال سموه خلال حفل السحور الذي أقامه الوجيه الشيخ عبدالرحمن فقيه، وحضره صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء: «إننا نجتمع في ليالي هذا الشهر دائما على الخير والبركة مع أبناء البلد ومع أبناء مكةالمكرمة بالذات فهي مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومصدر الإشعاع المعرفي والفكري والتنويري وهذه مسؤولية كبرى علينا جميعا أن نعمل على تبنيها، فالسكنى في مكةالمكرمة يحمل الإنسان مسؤولية مضاعفة ومن حظي بشرف السكن فيها فعليه أن يراعي حقوق هذه المسئولية». عشنا في مكة وأضاف سموه قائلا: «نحن ننعم في هذا الوطن بالأمن والأمان والتآلف والأخوة بين المواطنين وهذه نعمة كبرى، كل هذا نتيجة لتحكيم الدولة كتاب الله وسنة رسوله، حتى أصبح الحاج والمعتمر والزائر لبيت الله الحرام يسير في الصحراء بأمان على نفسه وماله وعرضه»، وقال سموه «إن القارئ لسيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وحديثه مع أهالي مكةالمكرمة يرى التآخي والتعاضد بينه وبين القبائل والأهالي، وأذكر جيدا أنه كان يصطحبنا لمكة ونعيش في حواريها وبين أهلها». أسرة واحدة وشخص الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حديثه تركيبة الوحدة الوطنية في المملكة واصفا إياها بالمتجانسة والقوية والمترابطة والشامخة وقال سموه: «إن أبناء المجتمع السعودي انصهروا في لحمة واحدة وتجانس لا مثيل له ويعملون معا في القطاعات العسكرية سواء في الجيش أو الحرس الوطني، وأبناء المجتمع السعودي يلتقون دائما في الجامعات المنتشرة في كل أرجاء الوطن التي وجدت لخدمة المواطن». النقد البناء ورحب ولي العهد في حديثه مجددا بالنقد البناء والرؤى الهادفة وقال: «أبوابنا وهواتفنا مفتوحة لاستقبال الاقتراحات، فمن لديه مقترح أو شكوى أو مظلمة يستطيع أن يوصل صوته». واستعرض الأمير سلمان في حديثه واقع التجانس بين أفراد المجتمع السعودي وحتى أصبح أبناء الشرق يعملون في وسط المملكة وأبناء الوسط يعملون في غربها فالمصالح مشتركة والوظائف متاحة للجميع في أرجاء الوطن «وهذا ما تعرفنا عليه من تربية الوالد رحمه الله لنا وقد أفادت في صنع المستقبل الأفضل لبلادنا والحمد لله، حيث علمنا رحمه الله أنه بالإمكان أن يصبح لدينا اكتفاء ذاتي من أبناء الوطن دون الحاجة إلى الاستعانة بأبناء الشعوب الأخرى، وهذا ما تحقق، وأدعو الله أن يصلح شأن أبناء الوطن ونحن كقيادة وشعب نريد فعلا الخير للعرب ككل والبركة في الحياة». شرف إجابة الدعوة وكان الشيخ عبدالرحمن فقيه قد استهل الحديث بالشكر لسموه على تشريفه وقبوله دعوة مواطن محب في هذا البلد المبارك داعيا للملك وولي العهد وولي ولي العهد بالخير والتوفيق والعون والسداد على الدوام. وقال فقيه في كلمته: «أهلا وسهلا بسموكم في داركم وبين أهلكم وأبناء شعبكم الوفي وأنتم حفظكم الله ورعاكم تضربون أروع الأمثلة وأسماها في تلاحم القيادة مع مواطنيها والسهر على راحتهم وقضاء مصالحهم وتوفير أمنهم واستقرارهم ورخاء معيشتهم». وقال: لقد أنعم المولى عز وجل على هذه البلاد المقدسة بنعم كثيرة ففيها وضح سبحانه وتعالى بيته الحرام الذي جعله مثابة للناس وأمنا ومن أهلها بعث خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام الخالدة التي استودعها هذه الأرض المباركة التي امتن على أهلها بأن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وسخر لها قيادة حكيمة وحدت بين سكانها وصانت أطرافها ورفعت راية التوحيد في أرجائها واتخذت من كتاب الله وسنه نبيه دستورها ومنهج حياتها فحق لهذه البلاد أن تنعم بالأمن والأمان والرخاء والاسترخاء فيما يشهد العالم من حولها هذه الحروب والحرائق والفتن التي فقدت الشعوب معها كل معالم الحياة الكريمة. ونحن بعون الله ثم بقيادتنا الحكيمة الساهرة على أمن واستقرار الوطن والمواطنين وبسياستها المستنيرة التي جعلت من هذه البلاد واحة أمن وأمان.. قادرون بحول وقوته على دحر الشرور ووأد الفتن والمطامع وضرب هامة الظلم والعدوان بكل حسم وقوة. سائلا الله العلي العظيم أن يحفظ بلادنا وشعبنا وقيادتنا من كيد الكائدين وغدر الغادرين وأن يديم على بلادنا الحبيبة السخاء والرخاء إلى يوم الدين وأن يجعلنا هداة مهتدين وحماة للملة والدين وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله».