انطلاقا مما حض عليه الإسلام بالحرص على النظافة فإن كل مسلم ينبغي أن يكون شديد الحرص على النظافة في بدنه وفي منزله .. وليته يهتم بنظافة الشارع أمام بيته خاصة وأن الإسلام قد شدد على الحفاظ على البيئة النظيفة وحرص على إماطة الأذى عن الطريق مع بساطتها، كإزالة زجاج من الطريق أو حجرة أو سد حفرة أو رفع قشرة موز إلى مكانها المخصص لها بدلا من وضعها في طريق الناس. إذ خص الله من ساهم في نظافة المكان بأجزل العطاء، والرحمة في الدنيا والمغفرة في الآخرة. كما توعد كل معتد على أماكن جلوس الناس أو مصادر مياههم أو طريقهم بالطرد من رحمته. وفي حديث رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس على الطرقات». فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه». قالوا: وما حق الطريق؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر». وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان». لذا شدد الإسلام على الحفاظ على البيئة النظيفة وحرص على إماطة الأذى عن الطريق ورتب عليها فضلا إيجابيا سواء على محيطه، أو الأجر الذي يناله من خلال عمل بسيط: كإزالة زجاج من الطريق، أو رفع حجر، أو ردم حفرة، أو رمي قشرة موز في مكانها. ومن آداب الطريق في الإسلام ليس فقط أن يكف المرء أذاه، بل أن يعين ويشارك في إماطة أذى غيره عن الطريق، فذلك شعبة من شعب الإيمان، لما فيه من دلالة على حب الخير للمسلمين. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعا فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة». لكن بعضنا هداهم الله لا يعبأون بنظافة المرافق العامة والدليل على ما أقول سرعة انتشار المخلفات في كورنيش جدة وفي غيرها من المدن الساحلية وأيضا الشكوى الدائمة من وضع النظافة في دورات مياه الطرق السريعة. السطر الأخير: قال صلى الله عليه وسلم: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة».